مقالات الرأي
أخر الأخبار

الشباب وإصلاح المرافق العامة في العاصمة الخرطوم بعد الحرب – في العمق – ✍️ هشام محمود سليمان

تمر الخرطوم ومعها مدن السودان الأخرى بمرحلة حرجة نتيجة الحرب الدائرة مع مليشا الدعم السريع التي خلفت دمارا واسعا في البنية التحتية والمرافق العامة من مدارس ومستشفيات وطرق وجسور ما أدى إلى تعطل الحياة اليومية للمواطنين ومع استمرار النزاع يصبح التفكير في إعادة الإعمار ضرورة لا تحتمل التأجيل حيث يتوجب على الجميع وفي مقدمتهم الشباب أن يكونوا في قلب هذه العملية مسلحين بالعزيمة والإرادة والإبداع لإعادة بناء وطنهم

فقد أثرت الحرب بشكل كارثي على الخدمات الأساسية في الخرطوم حيث دمرت العديد من المدارس وخرجت المستشفيات عن الخدمة وتضررت شبكات المياه والكهرباء ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة في ظل هذه التحديات يمكن للشباب أن يكونوا العنصر المحرك في إعادة التأهيل سواء من خلال فرق العمل التطوعية التي تساهم في الترميم أو عبر الانخراط في مشاريع تنموية تركز على إعادة تشغيل الخدمات الضرورية بأسرع وقت ممكن

في ظل الفوضى التي تخلفها الحرب قد تصبح ثقافة الحفاظ على المرافق العامة غائبة لدى كثيرين وهو ما يستدعي دورا أكبر للشباب في التوعية يمكن تنظيم حملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو إطلاق مبادرات مجتمعية تعزز فكرة المسؤولية الجماعية تجاه الممتلكات العامة لضمان عدم تعرضها لمزيد من التخريب أو الإهمال لا تقتصر عملية إعادة الإعمار على البناء التقليدي فحسب بل تحتاج إلى حلول حديثة تستفيد من التطور التكنولوجي يمكن للشباب في مجالات الهندسة والبرمجيات تطوير أفكار إبداعية مثل استخدام مواد بناء بديلة ومستدامة أو تصميم أنظمة طاقة شمسية لمواجهة أزمة الكهرباء أو حتى بناء منصات إلكترونية تسهل الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية في ظل تعطل المؤسسات الرسمية

ومن المعلوم ان الحرب لا تدمر المباني فقط بل تخلق انقسامات داخل المجتمع نفسه وهو ما يتطلب جهودا مضاعفة لرأب الصدع وتعزيز ثقافة التعايش السلمي يمكن للشباب قيادة مبادرات للحوار بين الفئات المختلفة وتنظيم أنشطة ثقافية ورياضية تعيد الثقة بين المواطنين وتؤسس لمرحلة جديدة من الوحدة الوطنية

فبدلا من الاعتماد المطلق على المساعدات الخارجية يمكن للشباب أن يكونوا روادا في خلق حلول اقتصادية تساهم في إعادة الإعمار مثل إطلاق مشاريع لإعادة تدوير الأنقاض أو توفير خدمات نقل محلية أو تطوير أنظمة زراعية حديثة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة

إلى جانب الجهود العملية من الضروري أن يكون للشباب صوت في رسم مستقبل ما بعد الحرب من خلال الضغط على الجهات المعنية لضمان تخصيص الموارد الكافية لإعادة البناء والمشاركة في الحوارات السياسية لضمان أن تكون التنمية شاملة وعادل

ختاما في ظل الدمار الذي تعيشه الخرطوم اليوم لا يمكن انتظار الحلول من الخارج بل يجب أن يكون الشباب هم المحرك الأساسي لإعادة الإعمار فهم الأقدر على تحويل التحديات إلى فرص وبناء مستقبل جديد يتجاوز آثار الحرب ويؤسس لوطن أكثر استقرارا وازدهارا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام