مقالات الرأي
أخر الأخبار

زيارة البرهان إلى القاهرة: دعم مصري وتطلعات سودانية – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في القاهرة، في زيارة تحمل في طياتها دلالات عميقة حول العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين. هذه الزيارة، التي تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، تعكس حرص مصر على دعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.

المباحثات التي جرت بين الرئيس السيسي والفريق أول البرهان تناولت عدة محاور حيوية، أبرزها سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والمساهمة المصرية في جهود إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الحرب في السودان. هذا الدعم المصري ليس بجديد، بل هو امتداد لعلاقات تاريخية راسخة بين البلدين، قائمة على الأخوة والمصير المشترك.

من بين الملفات الهامة التي تم التطرق إليها، مواصلة المشروعات المشتركة في مجالات الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري، والثقافي، والعلمي، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الصحة، والزراعة، والصناعة، والتعدين. هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التكامل المنشود بين البلدين، واستغلال الإمكانات الضخمة التي يتمتع بها الشعبان الشقيقان.

التطورات الميدانية الأخيرة في السودان كانت حاضرة بقوة في المباحثات، حيث تم استعراض التقدم الذي حققته القوات المسلحة السودانية في استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم. وفي هذا السياق، اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدة اللازمين للسودانيين المقيمين في مناطق الحرب، وهو ما يعكس حرص مصر على تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني.

الأوضاع الإقليمية الراهنة، خاصة في حوض نهر النيل والقرن الأفريقي، كانت محوراً هاماً في المباحثات. مصر والسودان يتشاركان رؤية متطابقة حول أهمية الحفاظ على الأمن المائي للدولتين، ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق. هذا التوافق يعكس إدراك البلدين لأهمية التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات المشتركة.

الجالية السودانية في مصر رحبت بحفاوة بالغة بزيارة الفريق أول البرهان، معتبرة إياها خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، وتحقيق الاستقرار في السودان. هذا الترحيب يعكس عمق الروابط الشعبية بين الشعبين، وتطلعات الجالية السودانية إلى دور مصري أكبر في دعم بلادهم في هذه المرحلة الحرجة.

زيارة البرهان إلى القاهرة تمثل تأكيداً على التزام مصر بدعم السودان في مسيرته نحو الاستقرار والتنمية. هذا الدعم ليس مجرد واجب أخوي، بل هو ضرورة استراتيجية لمصر، التي تدرك أن استقرار السودان هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.

في الختام، يمكن القول إن هذه الزيارة تحمل في طياتها آمالاً كبيرة للشعب السوداني، وتؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان. يبقى التحدي الأكبر هو ترجمة هذه التفاهمات إلى خطوات عملية ملموسة، تحقق الاستقرار والتنمية في السودان، وتعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام