⭕ تحت سماء مدينة شندي، حيث تمتزج النسمات مع ذكريات الطفولة، نشعر بجذورنا تتعزز في هذه الأرض الغنية بالتراث والثقافة. لقد جئنا إلى شندي بشغف، ولدت فيه مشاعرنا وتطلعاتنا، إذ لا يمكن أن ننسى العلاقة العميقة التي تربطنا بهذه المدينة الساحرة. شندي ليست مجرد مكان، بل هي روحٌ حية تتجلى في بساطة أهلها وطيبتهم. من بين أزقة المدينة وشوارعها العتيقة، نستذكر أيام الطفولة والنشأة، حيث احتسينا مياه شندي العذبة وكبرنا بين أحضانها.
⭕ شندي مدينة تمتاز بسحرها الفريد، حيث تتألق في أفقها الذكريات والأماكن التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من هويتنا. كل زاوية فيها تحكي حكاية، وكل ميدان يروي قصة عاشها أناسٌ عظماء. حتى في أوقات الأزمات والنزاعات، كانت شندي تشكل ملاذًا آمنًا لنا. ولم نترك المدينة عن طيب خاطر، بل بسبب الحاجة الماسة للسفر إلى الخرطوم، حيث وجدت نفسي في بحري سر الهوى ، وعادت إلي الاستذكارات الدافئة مع كل شارع وطريق.
⭕ مع غيابنا لفترات عن شندي، كانت أشواقنا تتراءى لنا في كل لحظة، إذ لم يكن هناك مجال لتناسي أهلها، أولئك الذين زرعوا فينا القيم والمبادئ النبيلة. لذلك، فيما نبدأ مرحلة جديدة من الحياة، من المهم أن نوجه الشكر لكل الأشخاص الذين جعلوا تجربتنا في شندي غنية ومليئة بالتعاون والمحبة. أتقدم بالشكر الاستاذ خالد عبد الغفار الشيخ، المدير التنفيذي، لأنه كانت له بصمة واضحة في تيسير الأعمال والأنشطة الانسانية في المدينة ، لم نذهب لعمل أو تغطية صحفية ولم نجد خالد غائباً عن محفل أو فعالية ، كذلك أشكر الصديق العزيز الأستاذ الصديق بابكر الأزرق، الذي كان عونًا لنا في رحلتنا ، فتح داره وإدارته وقبلهما قلبه ، ورفيقه الاستاذ علم الدين موسى، الذي أسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
⭕ رحيلنا عن شندي بعد كل هذه الألفة والمحبة يترك في قلوبنا أثرًا عميقًا، فهذه المدينة لم تكن فقط مسقط رأسنا، بل كانت أيضًا معلمًا يعلمنا معنى الانتماء والتعاون. ومع ذلك، فإن سنن الحياة تفرض علينا الانتقال إلى مراحل جديدة. لكننا نحمل في قلوبنا وعودًا بالعودة إلى هذه الروضة الفيحاء التي نحب. لا يمكن تغيير ما زرعته شندي في أنفسنا، فما زلنا نعتبرها وطنًا، ومهما قلنا من وداع، فهي ليست إلا فراقًا مؤقتًا.
تعليق واحد