
هذا يوم ليس كسائر الأيام، إنه يوم القسم، لا قسم اليمين فحسب، بل قسم الكرامة والوفاء والانحياز للوطن، يوم تنحني فيه الخيانة خجلاً، وتنكسر فيه شوكة التبعية، ويُرفع فيه لواء السيادة فوق رؤوس نساء ورجال جاءوا من صلب هذا الشعب، لا من أروقة السفارات ولا من حجيرات المؤامرات
رئيس وزراء يؤدي القسم، لا قادماً من دهاليز الخارج، بل حل في مطار بورتسودان، يحمل همّ وطن لا حقيبة فساد، جاء ليعمر ما دمره الأوباش، ويؤسس لحكم مدني لا يُرتهن فيه القرار، ولا يُكمم فيه الفم، ولا يُقمع فيه الحلم، رئيس جاء بحسرة البلاد في قلبه لا بأجندة الغرب في جيبه
وفي المجلس السيادي، وقفن نساء ممن لم يبرحن ساحات المعارك السياسية والأخلاقية، ليؤدين القسم ، قسم ليس شعارات، بل عهد للجريح، هنّ لسن مثل تلك التي كان أعظم إنجازها الإفراج عن عتاة المجرمين، أو التسوّل العاطفي لإطعام قادمين من خارج الحدود في زمن الوباء
شتان بين من حمل المسؤولية بوعي وثبات، وبين من حوّل المناصب إلى متاريس أيديولوجية ومصائد انتقام، شتان بين من جعل همّه بناء وطن، وبين من جعل مشروعه تضييق الحريات، ونصب سياط الإحصاء والرقابة في يد من حديد
استدار الزمان، لا ليعيد ذاته، بل لينتقم ممن خانوها، من الحقبة السوداء إلى فجر وطني جديد، من زمن الخنوع إلى زمن القرار الحر، من دولة تُدار بالريموت إلى وطن يُبنى بالإرادة، هذا يوم تتغيّر فيه الموازين، ويعلو فيه صوت الوطن فوق صرير الخيانة.
تعليق واحد