
ونسير فوق جماجم الاسياد
والحرب الان في اسبوعها الثالث وقلمي لم يكتب كلمة لان عقلي توقف عن التفكير والتفكر وقلبي لم يعد قادراً علي التفاعل والانفعال وجسمي اصلاً عليل وحركتي معتلة والحمد لله لا استطيع حمل السلاح الذي صارت الدعوة اليه اكثر من صربحة (لساحات الفداء) و(قتال الاعداء) ….
طوال هذه الفترة كتبت مقالاً يتيماً تضمن السؤال الرئيس لمحاولة فهم طبيعة هذه الحرب عبر ايات القران الكريم بطريقة مختلفة..
عنواني اعلاه ما هو الا مقتطف من اغنية (وطنية) للمغنٍ راحل رحمه الله رحمة واسعة (العطبراوي) اغنية يطرب لها اهل السودان وتلعب بهم (الحماسة) دون وعي والرقص الصاخب و(ابشر) والايقاعات الحارة لاتترك مجالاً للعقل….و(غدا نعود) وحتماً نعود ومنذ ذلك التاريخ و الي اليون لم نعرف طريق العودة بعد ان ازحنا جماجم (الاسياد) ويبدو اليوم اننا في حوجة الي جماجم جديدة تحدد لنا المسار الجديد بعد ان( تُهنا سنيناً) طويلة ولم تستطع (الجماجم السابقة) التي سرنا عليها تحديد المسار الصحيح…ربما هي الان جماجم ما يسمونه (تمرد) وقد كانوا قبل ذلك اصحاب (سيادة) وكان قائدهم كما يسميه صديقنا (الرئيس مشترك) علي وزن الاول مشترك في نتائج الشهادة السودانية
ما زلت اصر ان الثقافة الغنائية والادبية في السودان تحتاج الي البحث العميق المتأني وباحثين صادقين لا يعرفون ( حرم ابشر) لانها اي هذه الثقافة وموروثاتها كانت سبباً في خلق وجدان مضطرب تلعب به الاهواء وتستثيره كيفما تشاء….
فالاغنية (الوطنية) اعلاه تحمل نفس الاضطراب بل وتؤججه.. فهي حتي عندما تسير علي جماجم (الاعداء) لا تنسي ان تعطيهم (السيادة) غير المستحقة واعتراف ضمني بالذل و(العبودية) لمن اسموه (مستعمر) ..
وهو ذات حالنا الان في من اعطوهم (السيادة) البارحة واصبحوا اليوم اهل( تمرد وخيانة)
ياااا عجبي شعب يطرب ويغني ويرقص و هو معترفاً نصاً ب(العبودية) والويل لك ثم الويل لو اتت كلمة(عب) علي لسانك…. اي اضطراب واختلال هذا؟؟؟ ….
(الرئيس مشترك) بالامس الان يقولون عنه (اجنبي) ودخيل ومتمرد…… نريد ان نفهم ما كان عليه الانجليز وما صار اليه الدعم السريع
انها الاكاذيب والتضخيم و(النفخ) بهواء فاسد يفسد الاجواء و يجعلها نتنة عند الانفجار المرتقب او المؤجل
فالحقيقة اننا لم نسر علي جماجم الاعداء عند (الاستقلال) كما قال و لم نطرد المستعمر و نحن نغني( يا غريب يللا لي بلدك)… هذا قطعاً ليس نفياً لمجاهدات الجدود الاوفياء ونضالهم الطويل والدماء الذكية التي بذلت الا ان ما يعرف (بالاستقلال) تحديدا لم يكن نتيجة حروب وقتال و(دواس) بل كان سلمياً وعبر (اتفاقيات) معروفة و(اعداد) مسبق وتدريب لاعداد القادة ثم تسليم وتسلم وشكر وامتنان وتحايا وقبلات وهذا موتق تاريخياً
وليس كما تصوره اغنيات العطبراوي في اغنيات ( يا غريب يللا لي بلدك) … اكرر قطعاً كل هذا لا ينفي رحلة النضال الطويلة لشباب (وطن الجدود) …
الان فقط ادركت لماذا نقول ان اهل مصر اكثر (وطنية)… اظن لانهم اكثر صدقاً وادباً يسمون الاشياء باسمائها فلا يوجد عندهم عيد الاستقلال بل ( يوم الجلاء) مثل ماقامت به بلادنا باجلاء الاجانب وجعلت مواطنيه للقتال… …. والموت او الشهادة…
ونعود
حرررم تبشروا
سلام
محمد طلب