مرحبا بكم بشبكة زول نت .. للإعلان إضغط هنا

مقالات الرأي
أخر الأخبار

رحل (الامين النور) في زمن الخيانة والظلام

رحل (الامين النور) في زمن الخيانة والظلام

 

رحل عن دنيانا الفانية عمنا (الامين النور) وقد كان له حظاً كبيراً من اسمه واسم والده في دنياه…….ونحن الان نعيش زمناً تجسدت فيه المعاني المعكوسة لكل تلك الصفات الجميلة الراحلة مع نعوش الراحلين حيث اضحت الخيانة والمهانة في ظلام ايامنا القبيحة هي السائدة والانانية والاحتراب هي الاصل

 

رحل عمنا الامين ود النور بهدوء موتاً طبيعياً بعيداً عن الشظايا والرصاص والنيران وتركنا (للخيانة) و(الظلام) وكأنه يُعبر عن الرفض التام للعيش في هذا الظلام وهو من يحمل اسمه (النور) تتقدمه صفة (الامين) فكيف يطيب له العيش في زمن الخيانة..

 

رحل العم (الامين النور) وسماء الخرطوم ملبدة بغيوم البارود ولا صوت غير القنابل والرصاص رحل (ود النور) مع رحيل العصافير المغردة جراء الانفجازات رحل عندما خالط همهمات الفجر ودعاء الصالحين الصادقين صوت الدانات و عندما غابت عن بلادي ابتسامات الاطفال البرئية وضحكاتهم ومزاحهم في طريقهم للمدارس … رحل (ضو القبيلة) عندما حلت محل (القُنانة) والزلابية رائحة البارود والموت الكريه

 

غبت وقد كنت تداعب شفع الروضة واولاد المدارس وانت تبيعهم القلم والكراس ليكتبوا لنا (الغد الاجمل) في (انا ولد وانت بنت… انا ولد البلد وانت بنت البلد… البلد بلد البنت والولد) كي يتعلموا ان (الوطن للجميع) ويكتبوا (امل رفعت العلم… وبدر رفع العلم… والعلم علم البلد…)

لقدكان دكانك محطة امل وانتظار…. كنت تهديهم التبسم والمزاح واللهو المباح (هوااادة) مع الحلوي والبلح في ارتياح مع كل صباح

 

انت (الامين) الذي كان يشق (بالنور) المبين خطواته للمسجد لاداء صلاة الفجر في جماعة كنت اولهم وفي ذات يوم تعثرت خطواتك فوقعت وكانك تخترق حجب (الظلام القادم) فاعقدك كسر في(المخروقة) عن الحركة حتي رحلت وانت تري القادم بام عينيك وصوت الرصاص يخترق صمت الليل والطائرات تجوب سماء الخرطوم ومضاداتها تفعل فعل التضاد والنتيجة القتل والدماء والدمار والنهب والسلب والاغتصاب واجواء لم يألفها( الارباب) فرحلت بامر الله وقضي (ود النور) نحبه وجعلنا ننتظر (القادم) الاجمل من ذاك وربما يكون هو عين الهلاك…. الامين النور عمًر دنياه لاخرته بالخلق الجميل و حسن المعاشرة واستظل بظل (النيمة) والحكايات القديمة وسكن اليها فقد جعلها الله له سكناً وجعل بينهما مودة ورحمة وانجبت منها خيرة من النساء هن (علية) و(هنديةل و(هدي) وذرياتهن من الاسباط وخلفت رجالاً اكارماً هم اخواتنا وعضدنا في الملمات محمد وناصر و خالد .و علي راسهم (ارباب الارابيب) عبد الله الارباب) وذرياتهم من الاحفاد

 

رحل حفيد الككر والطاقية ام قرينات وتحالف العبدلاب في السلطنة الزرقاء ونهايتها التي شابهت زماننا هذا في سطوة( ابو لكيلك) المحارب القوي الذي حمي عرش السلطان بادي ابو شلوخ وتمدد في تمكين جيشه الموازي لجيش الدولة لتكون له السلطة شبه كاملة واقترابه من الحكم المباشر وقد ادار شئون الدولة بصورة غير مباشرة حتي قضي عليها الاتراك عندما تفككت نتيجة غضب البعض علي البعض وحب السلطة والجاه.. …

رحلت وكانك تعلم ان التاريخ يعيد نفسه لكنك لم تقل لنا هل القادم( تُرك جدد) ام (بند سابع) لشعب قابع في قاع الالام والظلام..

 

لقد بكيتك بحرقة ايها الحبيب انت والوطن المنتهك وانا السقيم العليل اتوكأ علي عصا حزني القاتم وهموم وطني الجريح ومستقبل الجيل القادم

 

صلينا المغرب في مأتمك فقام الخطيب بعد الصلاة وترحم عليك في عجالة لم نسمع فيها من محاسنك التي نعلمها جيداً شئياً و واجبه التذكير بها فدلف يحدثنا عن (الفتنة) ثم يدعونا لاقتناء السلاح للحرب والقتال وجل من صلي خلفه نزل قران كريم عظيم يعفيهم عن ذلك نصاً ان ( ليس عليهم حرج)وانا منهم …

ان كان ما دعوت اليه صحيحاً ايها الشيخ فالاولي ان تخطب في القادرين عليه المامورين به من الشباب الاقوياء في الميادين والاندية… ولا ندري هل خولتك قواتنا المسلحة التي تؤدي مهمتها بقوة وعزيمة وبسالة ومثل هذه الدعوات مردودها عكسي تماماً وهذه المنطقة الي الان تعد امنة نوعاً ما ومثل قولك هذا ربما يجلب لها الدمار… اما كان الاجدي ايها الشيخ ان تلتزم

 

قول الحق عز وجل في امر القتال بين المؤمنين (و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلو *افاصلحوا* بينهما فإن بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ الي امر الله فان فاءت *فاصلحوا* بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين)

وان تشرح وتبين لنا من هو الطرف الثالث المخاطب في الاية الكريمة الذي خصه الله بالمحبة لعلنا نكون منهم م ايها الشيخ وانظر الاية مرة اخري وقل لنا كم مرة وردت مفردة (الصلح) بعد حدوث( الاقتتال) ولماذا تم تكرارها؟؟؟

وهل هناك بيان اوضح من القران؟؟ … لا اريد الخوض اكثر من ذلك ولكن يحضرني هنا قول للشيخ العلامة الشعراوي رحمه الله

في تفسير اسباب طول أمد النزاع في الحروب اذ

لا يوجد معركة بين (حقين) لأنه لا يوجد في الشيء الواحد (حقين) وانما هو حق واحد ولكن يوجد (حق و باطل) ، فإن وجد الصراع بين حق وباطل فلا يطول لان الباطل زهوق

فاذا طال أمد اي نزاع أو أي حرب بين فئتين، فاعلم انها بين باطلين . . وليس أحدهما أولى بأن ينصره الله، فيتهالكان و يفنيان .

ونسال الله ان يكون الحق بجانب قوات الشعب المسلحة والا يطول امد هذه الحرب ونسالك اللهم ان تغفر لعبدك ابن امتك (ود النور) وان تدخله الجنة مع الشهداء والصديقين ونشهد بانه كان اميناً صادقاً فاعلاً للخير ساعياً في دنياه لاخرته وكانت اخر حركة له ماشياً علي قدميه في طريقه من المسجد… اللهم اجعل فترة مرضه كفارة له من كل ذنب وهفوة وادخله الجنة مع الابرار واجعل البركة في ذريته من الابناء والبنات والاحفاد والاسباط وما يليهم الي يوم يبعثون.. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

محمد طلب

15/مايو/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى