
(اللِيلي) و(العابث)
ثم وروني العدو واقعدوا فراجة واشياء اخري
في البداية لابد من شرح مابين القوسين في العنوان اعلاه (الليلي) وهي من الكلمات السودانية الدارجة في مرحلة انقراضها مثلها مثل معظم الاشياء العتيقة في بلادنا وربما (السودان القديم) نفسه الان في مرحلة من مراحل انقراضه ك(مليون ميل مربع) فقدنا ثلثه قبل سنوات ونخشي مما هو اتٍ…. و مفردة( الليلي) تعني ( الذي لي) في اطار ما يخصني او مهتي او بالدارجة ايضا( دا شغلي) او ( دا حقي) لذلك فهذا المقال (الليلي براااي) ومن هذه المفردة تاتي التصاريف الاخري (الليلُم) و (الليلكُم) و(الليلنا) وهكذا…… وهي تعطي ذات المعني لكلمة اخري وتطابقها (هولي) اي هو لي وليس لغيري او كما تغني الفنانة الجميلج نانسي (نانسي هولنا والليلتنا مو بت عجرم بت عجاج يا زول )اغنيتها (بلداً هولي انا) لشاعرها طارق الامين العوض
وكلمة (هولي) المشبعة بالانانية لا تفرق بين العاقل وغير العاقل فالبلد (هولي) وكذا الارض والحجر والشجر والمال يا للهول حتي الانسان (هولنا) وكم سمعنا ونحن صغار (دا هول منو دا؟؟؟) بصيغتها الاستنكارية… يا للغرابة الكل يرفض الكل طالما انه (مو هولو)….
والاغرب ان (هولي دي ذااتا) لا قاعدة لها ولعل ما جلب هذه الحرب ما معناه (الخرطوم دي هول منو؟؟؟) والتي ظللنا نسمعها كثيراً قبل هذه الحرب العينة وسوف نعرف ذلك في( وروني العدو واقعدوا فراجة) اغنية الحماسة ذائعة الصيت
و اغاني الحماسة وهذه الاغنية تحديداً وربما دون عقلانية وتروي تدعو للقتال وهلاك (العدو) حتي وان لم يكن( المتحمس) علي علم بالعدو او حتي مجرد معرفة به والعدو ببساطة (مو هولو) لكنه (عدو ناساً هولو) ناهيك عن معرفة قوته وعتاده ومدي استعداده وجاهزيته فقط (وروني العدو واقعدوا فراجة) اي اشيروا عليه فقط
فلك عزيزي القارئ ان تتامل شخص( لا يعرف العدو) ويريد ان نشير له بان ذاك هو العدو ثم نصبح نحن من نعرف العدو جيداً مجرد (فراجة) ..ما هذا الهراء واللا منطق… لاحظ انه شخص واحد يخاطب جماعة (واهل معرفة) ويريدهم ان يصيروا في مقاعد المتفرجين رغم انه (خاوي ذهن) ويفتقد حتي معرفته للعدو الذي اصبح عدواً له لمجرد الاشارة منا اليه ولعل هذا ما جعل معظم الشعب السوداني منذ استقلاله في مقاعد المتفرجين او المطبلين لقلة من اهل السلطة في كل حكوماته المدنية او العسكرية… المنتخبة اوالمغتصبة ومن يغتصب السلطة فهي (هولو) واذا اغتصبها الاخر فيصبح هو (
العدو) رغم ارتكابه لذات الفعل الذي سبقوه به…. غريييب نحن لا نرفض الفعل القبيح وغير الصحيح في حين اننا نرفض الفاعل متي ما كان (مو هولنا)
تحضرني هنا طرفة حقيقية
لاحد الاهل جن جنونه بالاغتراب للسعودية عندما سال عمن ظهرت عليهم مظاهر الثراء وطبيعة عملهم وطبعاً بطريقة اهلنا التي تستصغر الاشياء والشخوص ولا تعرفهم جيدا رغم اجتهاداتهم وعملهم وتفكيرهم وانتاجهم و لا تعرف قدراتهم الذهنية والبدنية فقالوا له انهم عتالة شعير لا اكثر ومؤكد ان الامر غير ذلك فباع كل ماعنده واشتري اقامة بالسعودية لان الامر بسيط شوية لياقة وعضلات وبمجرد وصوله قال لمستقبليه (وروني الشعير و اقعدوا فراجة) فقد كان شاباً قوية البنية فتياً صبياً قوياً لكنه لم يغتني كما توقع من (عتالة) الشعير او كما كذبوا عليه وهم لا يدرون ويستصغرون وعاد بخفي حنين….
وفي ظل ما تمر به البلاد من الواجب معرفة من هو العدو الحقيقي ومن يجب ان يكون فاعلاً في مجاله كما يجب الا يكون هناك (فراجة) لان البلد (هول الجميع) كل في مجاله وما يخصه و(هولو) الذي يعرفه جيداً..
ويحضرني في ظل الحرب التي صرحا طرفاها بانها عبثية (احبب حبيبك هوناً ما عسي ان يكون بغيضك يوماً ما)
وطالما انها (عبثية) كما جاء في التصريحات فمن هو العابث وفاعل العبث؟؟؟؟
علي المستوي الشخصي اعتقد اننا اعداء انفسنا….
نعود
سلام
محمد طلب