مقالات الرأي
أخر الأخبار

الفرق شاسع اخلاقيا ✍️ محمد طلب

الفرق شاسع اخلاقيا

 

ظلت السيدة التي اضطرتها ظروف الحرب القاسية ان تغادر منزلها متعدد الطوابق بالعاصمة الي القرية الصغيرة ومسقط راسها وظلت تردد بشكل متكرر لزائريها (يا يمة خلينا بيتنا تلاتة طوابق في الخرطوم وعدتنا وحاجاتنا وقروشنا ودهبنا وووو مرقنا) رغم انهم لم يسالوها عن عدد الطوابق وغرف النوم في منزلها والذهب والاموال لكنهم اتو متفقدين وواصلين لرحمهم رغم ما يتداوله البعض بعلم او دون علم عن مصادر تلك الاموال….

الان هي واسرتها في غرفة رطبة من( الجالوص وتلات عناقريباً صغار كرابا متقطع نزل) هي واسرتها الصغيرة و اولادها يمرحون ويلعبون مع الصغار في امان علي الفطرة لا يميزون بين هذا وذاك….

والتلفاز ينقل الاخبار عن الحرب الدائرة في اوكرانيا و الدفاع المدني يطفئ الحرائق ويحاول انقاذ ما يمكن انقاذه… والكل يعرف مهمته وما يجب فعله الشرطة والمواطنين حتي الاطفال وتنفيذ تعليمات الجهة المسئولة عسكرية او مدنية….. ثم تنقلنا ذات نشرة الاخبار لحرب السودان والكاميرا في شرق النيل والجلابيب البيض وتياب السمراوات و الغبش الفقراء والنفوس المريضة تقتحم المحلات والبنوك وتاخذ ما تبقي من حملة السلاح فنحن شعب تعود علي الفتات و (الفتة) وفضلات الاقوياء والاغنياء ثم المطبلون الاغبياء وقل فينا الاتقياء الانقياء…. عندما يخرج حملة السلاح وَمصدر القوة ندخل نحن حرباً كانت ام سلماً….. (ناكل تورنا وندي زولنا)

 

ثم تعود الكاميرا مرة اخري الي اوكرانيا بعد ان تم اجلاء الاسر من مواقع الحرب المذيع يتجه نحو فتاة في غاية الجمال سائلاً ومستفسرا فتقول في ثبات منقطع النظير لقد خرجنا علي عجل حسب التوجيهات ولم يمهلونا و امي تركت القطة والنباتات ولا ادري ما حدث لها بعد ذلك …. يا الهي تاملوا هذا الامر انها مشغولة بكل الكائنات الحية انها تستحق الجمال الذي يكسوها… وهنا عندنا لا قيمة حتي للانسان ……وكل القبح والقطط السمان تجدها هنا

حينها استحضرت الطرفة الشهيرة (والله الكافرة امك دي)

 

سلام سلام

محمد طلب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى