مقالات الرأي

رسالة عاجلة إلى القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة .. و قائد أركان الجيش السوداني ✍️ بقلم البروفسير إبراهيم الاقرع  

رسالة عاجلة إلى القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة .. و قائد أركان الجيش السوداني

 

✍️ بقلم البروفسير إبراهيم الاقرع  

 

 

 

الموضوع : د . الباقر عبد القيوم علي الرجل الوطني الغيور و الكاتب الصحفي المخضرم و الإنسان الذي يعيش لغيره

 

يقول الحق عز وجل : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) .

صدق الله العظيم

سورة الرعد/ الٱية41 .

 

و يقول الحق أيضاً : ( أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) صدق الله العظيم .. سورة الأنبياء/ الٱية 44.

 

نجد أن على إختلاف تفسير العلماء لمعاني هاتين الٱيتين في عبارة إنتقاص الأرض من أطرافها ، إلا أنهم إنفقوا على أن هذا الأمر يتمثل في تسارع النقص في الْأَنْفُسُ وَالثَّمَرَاتُ و البركة و تقارب الزمان ، و إنتشار الفتن و كثرة الْمَوْتُ .

 

و لعل الزمان قد طوى بنا نفسه متناقصاً و بتنا في ٱخره و قد أخبرنا الصادق المصدوق بأن في آخره ستنقلب المقاييس و المعايير التي تحدد ملامح البشرية ، و ستحدث متغيرات في السلوك البشري أبرزها تخوين الأمينُ ، و إئتمان الخائن و يصبح التافه النذل يفتي في شأن العامة

 

فيا سعادة القائد العام كيف يظلم د. الباقر عبد القيوم الإعلامي المخضرم و الكاتب الصحفي المميز و الإنسان المتشبع بالإنسانية الحقة ، لقد إجتهد في هذه البلاد من أجل أن يحدث تغيراً في إنسانها ، لقد تم إعتقاله بصورة لا يقبلها عدو و لا صليح من قبل الفرقة 19 مشاة عبر إستجابتهم لوشاية خسيسة ماكرة كان هدفها التشويش و القتل المعنوي لقيادات المجتمع المدني و الرموز الوطنية ، و كان ذلك دون إن يتحققوا من شخصيتة ، و ما أكثر الوشايين الذين يستغلون مثل هذه الظروف من أجل تصفية حساباتهم الدنيئة مع خصومهم و خصوصاً أنهم وجدوا البيئة الرطبة المناسبة لهم في هذه الحرب التي رفعت الأقنعة عن وجوه الكثيرين و كشفت العورات ، فمن منا لا يعرف الباقر عبد القيوم ، إنه رجل رمز من رموز الخير و العطاء و التسامح و نشر المحبة ، و لذلك كان محبوباً بين الجميع ، و انت يا سعادة القائد تعلم يقيناً أن هذا الرجل تزينة الوطنية الخالصة ، فهو رجل متجرد ظل يقاتل و يكافح و ينافح و ينصح بقوة الكلمة و بكلام القوة عن الدولة بسلاح النصح و سيوف الحروف سنيناً طويلة في كل الميادين حتى لا تنهزم الدولة و لو بكلمة صغيرة ، حيث ظل يذود عن حياض الوطن بشراسة الاسود وضراوة النمور المعهودة فيه و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و ما زال في خط الدفاع الأول عن هذه المؤسسة التي هي من رحم الشعب و مدافعاً و ناصحاً أفرادها على مستوي القيادة و القاعدة ، و تاريخه الناصع و الحافل يقف شاهداً على ذلك وكما يشهد له بهذه الشهادة القاصي قبل الداني .

 

رجل بقامة وطن رزقة الله الصدق و القبول و جمال المفردة ، فكتب بنظم بديع لتوصيل رسالته الصحفية و الإعلامية ، و لهذا نجد أن عموده (همس الحروف) قد وجد مكانة عظيمة عند القراء ، فظل يكتب أعظم المقالات عن الجيش وقياداته و قاعدته ، دعماً و توجيهاً وما زال يمثل مع بعض زملائه خط الدفاع الأول عن الشرطة ضد كل الذين كانوا يريدون تشويهها و تفكيكها ، فنجده من خلال النصح العام كان يقف مع كل أجهزة الدولة المدنية و النظامية مدافعا و ناصحاً و منتقداً ، و كما أنه يعتبر عميداً للدبلوماسية الشعبية ، حيث له حضور ناصع البياض في الأندية الدبلوماسية فظل ينسج عبر ببديع مقالاته أجمل خيوط الحكمة في التواصل بين شعوب العالم ، و كما نجده معالحاً حصيفاً في رتق الفتوق و معالجة الإشكالات التي كان يقوم بها بعض المخربين الذين يسعون في تشويه العلاقات الصادقة و الجادة بين السودان و شعوب و دول العالم سيما العربية و الافريقية منها ، و لهذا نجده قد وجد ترحيباً ضخماً في معظم الأندية الدبلوماسية ، حيث ظل طيلة السنوات الماضية يذود عن حياض مؤسسات الدولة و يعالج كثير من الإشكالات و يقوم بتوجيه النصح العام عبر كتاباته المميزة لكثير من قيادات الدولة و ينتقد بعضهم في الخدمة المدنية و العسكرية و عموم المحتمع السوداني ، و هو رجل إستراتيجي و يعتبر من أصحاب المبادرات العامة التي كانت تشق طريقها بكل نجاح و ثبات و التاريخ يحفظ له في أضابيره الكثير من الإنجازات .

 

يقول المثل الشعبي : (الذي لا يعرفك ، يجهلك) ، و لهذا نجده قد تعرض لمسألة تجهيل عظيمة تمثلت في محاولة يائسة كان هدفها القتل المعنوي من قبل بعض أفراد الفرقة 19 مشاة (الاستخبارات العسكرية) الذين إعتمدوا على بعض مصادرهم الكاذبة التي تلفق المعلومات في الناس بدون إكتراث لعواقبها ، و لهذا وجب على قيادة الجيش أن ترفع عن هذا الرجل العظيم هذا الظلم ، سيما و أن هذا الرجل بقامة وطن ، و ذلك مع الاعتذار الشديد له ، و ليته يقبل الاعتذار منكم.

 

كان يجب على قيادة هذه الفرقة أن تفكر الف مرة قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة التي أوقعت الرجل في ظلم بواح مع تجريحه و أحرجته داخل قريته البسيطة ، و خصوصاً أنه ما زال يمثل ساعداً أيمن لقوات الشعب المسلحة ، و التي هي الآن في أمس الحاجة إلى أمثاله ، و من الحماقة أن تستمر هذه المهزلة التي لاتليق به كإنسان في المقام الأول ، و في المقام الثاني كإعلامي مميز و كاتب صحفي حصيف له تأثيره الضخم على الساحة الإعلامية و السياسية ، فلماذا تستجيب هذه المؤسسة العظيمة من الاصل لمثل هذه الوشايات الهادمة للنسيج الإجتماعي و التي يقع ضررها على الأبرياء و حتماً سينعكس رد فعل ذلك خصماً من مكانتها عند أفراد الشعب الذين وقع عليهم مثل هذا الظلم .

 

سعادة القائد العام لقوات الشعب المسلحة ، سعادة قائد أركان الجيش السوداني و سعادة قائد الفرقة 19 مشاة : أرجو منكم عدم المساس بالصحفيين بهكذا صور قبيحة لا تليق بهم كأمثال هذا الرجل ، و خصوصاً في مثل هذه الظروف الحرجة سيما و أن هذه الحرب تعتبر حرباً إعلامية في المقام الاول ، فأرجو منكم وقف هذه المهزلة التى تمثلت في إتهام قبيح لا يشبهه جراء إتهام باطل و غير مؤسس كان مصدره النقل الكاذب المضر و القيل و القال بدوافع الحسد و التربص ، فمن حق الرجل كإعلامي سامق أن تكون له علاقات إجتماعية متميزة في كل مكان شاء في العالم توجبها عليه طبيعة المهنة الصحفية و الإعلامية مع من يريد من البشر ، و كما ليس هنالك حرجاً أن تكون له صور توثق لتلك العلاقات الجميلة بين الناس و توثق لتلك اللحظات ، و لهذا وجب على قوات الشعب المسلحة أن ترفع عنه الظلم عاجلاً و أن تعتذر له الاعتذار الذي يليق به كإنسان و كإعلافي سامق و أن ترد إليه إعتباره و حقه الادبي و المعنوي و المادي الذي سلب منه عنوة .. كامل التضامن مع د. الباقر عبد القيوم علي في محنته التى تعرض لها ظلماً و عدواناً و أقول له : إنهم يرمونك بالحجارة و ترميهم بالحق و كل إناء بما فيه ينضح .. و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ، و كما هو معلوم عنك ، فأنت كشجرة الصندل تعطر الفاس التي تقطعك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى