
(حكومتو قوية)
الحكومات المتعاقبة التي مرت علي بلادنا منذ الاستقلال حتي هذه الحرب العبثية لم تات من فراغ و لا من صناعة العدم او من غير ما نحن عليه من (سوء) تراكمي اوصلنا لما نحن عليه الان
والعنوان اعلاه ماخوذ من الاقوال والطرائف الشعبية غير الحكيمة فعندما يقولون فلان (حكومتو قوية) فهم يعنون ان زوجته تسيطر عليه وعلي كل الامور وهي الامر والناهي وست الكلمة المسموعة غير المرجوعة وما عليك سوي الطاعة والتنفيذ في الساعة
ويقابل كل ذلك في الطرف الاخر( زول مالي هدومو) و عندما يدخل بيته تسمع صوت الابرة علي السرامييك وهو صاحب الكلمة الاولي والاخيرة وكل ما بينهما .. و(ما في زول يقول بغم)
وكلا الحالين يمثل الاستبداد والتسلط وصناعة الدكتاتوريات لم تاتي من العدم بل هي ولادة تربيتنا وهو ذات ما اودي بنا للمهالك التي نحن عليها الان والفرق فقط هو في حالة تسلط (ضكر والاخر انتاية) او كما يقولون تسلط ذكوري وينسون وجود التسلط الانثوي عموما هو تسلط اسدٌ كان او لبوةٌ و لاغير
تقريباً كل بيوتنا في السودان لا تخرج عن الحالتين اعلاها حالة الاسد او انثاه
ومن حياتنا المدنية المضطربة هذه خرجت لنا (كارب قاشو) العسكرية وحكوماتها وخرجنا عن (ديموقراطية السجم دي شنو) وكثيراً ما نسمع في شارعنا (نحن شعب ما ينفع معاهو الا البوت) وهكذا ظللنا بين الحكومات الديموقراطية المؤدية للديكتاتورية احياناً المؤيدة للعسكرية واعتقد ان حياتنا الاسرية وتربيتنا الوطنية والدينية كانت سببا في كل علات الوطن الي ان وصلنا مرحلة المليشيات و(الدقن التحت الكاب) وتحول (البوت)الي (مركوب) يزين لبسنا التقليدي مع الجلابية والعمة والشال ثم (الفات وفات) وهكذا اضحي الحال واختلطت الحبال والنبال والبنادق تستخدم رصاص الاقلام و(ترفع التمام)
ورويداً رويدا اصبح (الحل في البل) ثم وصلنا مرحلة (جغم بس) الآنية و ضِعنا بين هذا وذاك و ما بين(جغم وبل) ضاع الحل وثروات البلد وثورات الغلابة وكل امنياتنا الان وضع (نقطة) للانتقال من الحالة (الأنية) الي (الأتية) وحقاً (نقطة بتفرق) وربما يخرجنا (الحب) من هذا (الجب) (شوفتوا النقطة ممكن تعمل شنو) ولكن اين الصبر والتروي وتجاوز الامتحانات والمنح و المحن
هذا المقال مقدمة (لمشروع) ودعوة للخروج علي الحكومات القوية الموجودة في بيوتنا (اللبوة) وقبلها نفوسنا من (ذكر وانثي) مما يعني الخروج علي اي (زول مالي هدومو) يتأسد ويتسيد
والحل ليس في (البل) بل في اعادة التربية في تكوين الاسرة و ( الممالك المنزلية) و(حكومات البيت) المبنية علي اساس القدرات والحريات واحترام الاخر والاستفادة القصوي من المهارات الاسرية والمجتمعية فحياتنا اساسها (الزوجية)واظن اننا في حاجة ماسة لاعادة بناء الاسر وتاسيس قواعد متينة وتغيير مفاهيم السلطة والتسلط واظن ان هذا (مشروع) ضخم يحتاج لصبر طويل وكم من الخبراء في العلوم الاجتماعية والنفسية والدين والقانون وصفاء النفوس والاذهان
من فوائد هذه الحرب بالنسبة لي انها جعلت راسي يفور بافكار تجمع وتحترم كل فكر انساني قريبة من الاشتراكية وليست بعيدة عن الراسمالية عقيدتها الاديان السماويةو واعتمادها علي الاخلاق لخلق خلق ممالك صغيرة تقودنا للمملكة الكبري تبدأ من الزوجية وقوانينها وتصل بنا للدستور الدائم وبناء مؤسسات تقود العمل في كل المجالات
واغلب ظني بل اكاد اجزم اذا نجحت (الحكومات المنزلية) في التربية الصحيحة المبنية علي الاسس السليمة واستطعنا وضع (قوانين منزلية) ملزمة ومبنية علي اختيارات المجموعة والتوافق بينها فاننا وقتها نكون قادرين علي بناء مجتمع سليم معافي وبالتالي الوصول الي دولة المؤسسات ثم حياة الرفاهية
سلام
محمد طلب