
الذم بديل الدم فلنصدق النية (5) ✍️ محمد طلب
عزيزي القارئ الكريم اذا مررت بهذا المقال انصحك بمراجعة ما قبله من مقالات تحت ذات العنوان لان الكاتب يعتقد ان ما تمر به بلادنا وشعبنا من حروب ودمار واقتتال ما هو الا نتيجة لخلل كبير في امر الزواج واهدافه والنتائج المرجوة منه في الإعمار وربما يقول قائل ان الهدف من خلق الانسان هو العبادة التي تركها وركض خلف التعمير فنقول ان الإعمار نفسه عبادة متي ما صدقت النوايا…. ولا يغيب عنا ان اول حياة في الارض كانت عبر الزوجية وان اول جريمة في الارض و اول قتل و اول حسد وغيرة و اول نزاع و اول تخطيط لكسب الصراع كان بسبب الزوجية وقطعاً قابلتها نقائضها لذا يجب علينا مدارسة القران واستخلاص المقاصد بصورة دائمة ولا يكون (القران دستور الامة) مجرد هتافية وشعار اخرق
وكنت قد تعرضت في المقالات السابقة لامر الطلاق وضرورة وجود ما يجعله ليس امراً سهلاً وهذا لا يتأتي الا باعادة النظر في امر عقودات الزواج نفسها وبداياتها واشتراطاتها وضوابطها وليس تصعيباً لامر الزواج بل تاسيساً لقواعد سليمة والتزامات قوية تجعل الطلاق (ابغض الحلال) فعلاً
وكنت قد تعرضت لمنظمات (تسهيل الزواج) العقيمة التي تفترض ان الاشكال هو اشكال مادي بحت وتسهل البدايات ولاعلاقة لها فيما بعده ولا تدرس حالة المقدمين ومدي امكانية استمرارهما… وافترضت ان كان لابد منها فان ذلك يستلزم وجود منظمات موازية (لتصعيب الطلاق) و من المعلوم ان الزوجية هي اساس تكوين الشعوب الفائتة والحالية واللاحقة لذا من الضرورة مع التقدم الهائل في التواصل تقتضي المواكبة في العلاقات الانسانية.. وقلة حالات الزواج وكثرة الطلاق نتيجة العلاقات الهشة والغير منضبطة بقوانين قوية ومبنية علي اسس سليمة والتي استدعت ظهور منظمات للدفاع عن حقوق المراة والطفل وفاقدي الابوين وغيرها تستدعي قيام وزارة سيادية تسمي (وزارة شئون الزوجية والبناء البشري و الانساني) يقع علي عاتقها (بناء امة) قد يستغرب البعض من هذا الاسم ولكن بقليل من التأمل ستجد انها وزارة في غاية الاهمية ونجاحها قطعاً يعني نجاح كل الوزارات والحكومات خلال ثلاثة عقود وهي ذات العقود التي حكمتنا فيها الانقاذ و اورثتنا دماراً فوق الدمار المتراكم حتي وصلنا الي ما نحن عليه الان من قتل وقهر واحتراب ودماء
دعونا نعود لامر الزواج والبدايات وما قبلها وما يستوجب القيام به وقبل ذلك يجب الاشارة الي ان هذا الامر يتطلب عمل كبير من (علماء حقيقين) و صادقين ومؤمنين بهذه الحوجة ويتكاتفوا ويتعاونوا للدمج بين تخصصاتهم المختلفة و الوصول لتجويد المطلوب وهذه المقالات ما هي إلا إشارات فقط لجوانب من القضية
اولاً لابد من وضع إطار قانوني عام صالح لاستيعاب كل الظروف والاحوال مستوعباً كل الاسس الشرعية للزواج والطلاق وتحت هذا الإطار واستهداءً به يقوم كل(ذكر وانثي) مقدمين علي الزواج بوضع (كتاب عقدهما) الخاص بهما بعد ان يكونا قد اجتازا اختبارات الكشف الطبي والنفسي وخضعا لدورات تاهيلية للزواج وعندما تؤكد الجهات المعنية (صلاحيتهما) العضوية والانجابية والنفسية وغيرها للزواج يقومان بعدها بصياغة العقد الخاص بهما تحت الاطار الشرعي والقانوني العام و صياغة العقد الذي ربما لا يشبه غيره من العقود الاخري ويراعي ظروفهما الخاصة ويضعان بنوده والتزاماتهم وتقسيم الاعباء وتوضيح الحقوق والواجبات ومتي وكيف ولماذا يكون التسريح و الطلاق والتزامات الطرفين عند الطلاق بالحقوق والواجبات
وما يميز هذا العقد انه وضع بواسطة طرفي الزواج ومعرفة كلاهما للظروف المحيطة بالاخر وهو قانون يخصهما فقط دون غيرهما ثم يعرض علي (جهة معينة) لاجازته بعد اكمال ثغراته واتفاق الطرفين عليها وهذه الجهة يتم تكوينها فقط لاجازة هذه القوانين الخاصة(كتاب العقد) وتضم علماء دين وقانون ونفس وعلوم اجتماعية وبعد اجازة قانون الاسرة الخاص تحت اطار قانون الاسرة العام المتماشي مع الدين والاعراف والتقاليد الجيدة لان هناك اعراف وتقاليد سئية ولا يخرج اطلاقا عن الاطار العام الموضوع مسبقاً من الجهة المعينة او قسم في (وزارة شئون الزوجية والبناء الانساني) نعم هذا الامر ربما يجعل الزواج اكثر تعقيدا لكنه بلا شك يكون اكثر ثباتاً وصموداً يكتسب قوته من قوانين يضعها طرفي الزواج بنفسهما وبكامل ارادتهما كما ان هناك شروط للطلاق والتسريح لابد ان يحويها ذلك العقد ولا يغفل موضوع الانجاب والتربية بالطريقة التي يتفقان عليها تحت الإطار العام كما لا يغفل تطور العلاقة الزوجية وتغير الافكار والاحوال وبالتالي تكون هناك حوجة لاضافات او تغيير او إلغاء ما يرونه مناسباً لهما في احوالهم الجديدة لذا لابد ان يحدد الاطار العام مدة صلاحية العقد ووجوب تجديده كل فترة والاضافة والتعديل في كل فترة لاتقل عن سبع سنوات مثلاً لان الزوجين في هذه المدة يكون قد حدث لهما تغيير في طريقة التفكير وعدد افراد الاسرة ووو وكثير من التغييرات التي تحدث للمجتمع ظروف الحياة… كما نشير الي ان (كتاب العقد) هو الذي يكتبه طرفا الزواج ليس( وثيقة الزواج) العادية…
نواصل
سلام
محمد طلب