مقالات الرأي
أخر الأخبار

مرتكزات في النيل الأزرق تحتاج الي حماية ✍️ باشمهندس عبدالجليل حاكم يكتب

باشمهندس عبدالجليل حاكم يكتب

صولة يراع✒️

 مرتكزات في النيل الأزرق تحتاج الي حماية

 

 

الدمازين : شبكة زول نت

 

 

(١) *الأرض* .

ظللنا منذ طفولتنا بالرياض والمدارس ننشد النشيد الوطني في طابور الصباح في خشوع تام يقف فيه المرء واضعاً قبضة يديه او بسطته علي موضع القلب رافعاً الرأس والقلب يملؤه الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن وهذا يعني ان معاني ومضامين النشيد الوطني تجسد الشعور الجمعي لأبناء الشعب السوداني.

هنا أود أن أضع نقطة قف تأمل!!

عند مقطع النشيد(هذه الأرض لنا)

لتأت الوقفة استلهاماً لنقطة التأمل واستخدامها للوطن الصغير إقليم النيل الأزرق لنقول لشعبه هذه الأرض لكم يا بني النيل الأزرق؛ أي أرض؟ في واقع الأمر انها المساحة التي تغطيها الحدود الحالية لاقليم النيل الأزرق فانها تحتاج لمن يعتز بالانتماء لها ويقف شامخاً مرفوع الرأس ليقول هذه الأرض لنا نحن شعب الإقليم وبالتالي يكون واجب هذا الشعب حماية هذه الأرض وحدودها من كل مهددات بقائها كأرض وجود لشعبها وهذا ما أصطلح عليه (بالحواكير) اي الأراضي ذات الحدود المعلوم ملكيتها لكل قبيلة من قبائل أي منطقة ما.

الملاحظ أن أراضي النيل الأزرق ملكيتها تنقلت بين الملاك الطبيعيين والاعتباريين حسب نوع النظام الذي يدير البلاد

مثلاً في سايق تاريخ المنطقة البعيد كانت كل الأراضي مملوكه للسلطة الزرقاء والتصرف فيها متروك للأعراف المحلية وسياساتها المتبعة في تقسيم الأراضي وبالتالي تم ترسيم حدود الأقاليم والمشيخات وبيان تحديد الحواكير بما في ذلك تحديد من هم ملاكها ونجد ذلك واضحاً في كتاب البروفسور محمد ابراهيم ابوسليم تحت عنوان (الفونج والأرض وثائق تمليك) .

وحينما جاء الاستعمار التركي لم يلغي الحواكير وإنما حولتها الي نمط من أنماط النشاط الاقتصادي لدعم مستعمراتها وتسسير شئونها.

جاءت المهدية فهي كانت منشغلة بنشر المهدية وثورتها حسب ما أرادت ولكن كان لها الأثر السالب علي ملكية الأرض بالنسبة لشعوب السلطنة الزرقاء حيث أن في عهد المهدية تحت قيادة خليفته ود تورشين فقد الإقليم جزء كبير من أراضيه وبكل اسف جزء أصيل أيضاً من شعبه(إقليم بلاشنقول) وذلك انتقاماً من الخليفة من شعب الإقليم لعدم الإيمان بمهدية مهدية الخليفة مما هدأ به التنازل عن الأرض والشعب نظير صفقة رخيصة مع إمبراطور إثيوبيا لسنا هنا بسبر غور تجربة المهدية بالاقليم وإنما الإشارة للأرض التي فقدت في عهدهم.

في عهد الحكم الثنائي الانجليزي المصري كان مفهوم الأرض عبارة عن مستعمرة مستغلة لخدمة المملكة التي لم تغيب عنها الشمس(UK) ودور المواطنين فيها خدام فقط

كما عملت الحكومةالاستعمارية علي ترسيم حدود الأرض علي أيدي المواطنيين بعامل الاستخدام في نظافة الطريق(الحش) بحيث يكون دور أهالي القرية بداية النظافة من عندهم وينتهي دورهم عند بداية القرية التي تليها لذا نجد أن ما يسمي الحدود الحالية بين أراضي القري هي ليست الا حدود تحقيق غرض المستعمر عند أهالي القرية المعنية .

أما في عهد الحكومات الوطنية التي تلت المستعمر لم تكن لها سياسة موحدة لإدارة شأن الأراضي وهذا نلاحظه بوضوح

سياسة استخدام الأراضي في دار فور مثلآ نجدها تحت تصرف القبيلة صاحبة الحاكورة المعنية أما في النيل الأزرق لقد تباين موقف الحكومات في طرق إدارتها لشأن الأرض اذ نجد أن الرعيل الأول من جيل الاستقلال تعمدت التوقيع علي استقلال السودان من داخل البرلمان في ١٩ديسمبر١٩٥٥م دون أن تهتم بوصايا الأهالي بجنوب النيل الأزرق التي دعت الحكومة بأن لا تذهب لتوقيع إعلان الاستقلال قبل شمول ترسيم الحدود للجزء الجنوبي من أراضي السلطنة الزرقاء التي تمتد من منكوش (قبا)شمالاً الي بِربِر جنوباً وهذا ما لم يتم وبذا باتت أرض وشعب بلا شنقول خارج حدود الدولة السودانية الحالية بعد١٩٥٦م.

أيضاً في عهد الحكومات الوطنية فقدت النيل الأزرق جزء كبير من أراضي منطقة الكدالو بشرق الروصيرص التي تم ضمها لحظيرة الدندر بولاية سنار بفعل السياسات التي لا تنظر للنيل الأزرق الا كأرض يجب أن تغتصب من الغير.

وكذا الحال فقدان أراضي المناطق الجنوبية التي بها شعب يتبع اجتماعيا وثقافياً للنيل الأزرق وذات وجدان مشترك معه وهي أراضي مناطق المابان التي صارت الان محافظة تتبع لدولة جنوب السودان تحت مسمي(محافظة البونج/المابان).

أما إذا أردنا التحدث عن الأرض حالياً في حدود إقليم النيل الأزرق الحالي نقول انها تحتاج الي أبناءه لحمايتها بشتي الوسائل للمحافظة علي حدودها.

بناءاً لما تقدم نأكد علي أن أهم مرتكزات الخيار الاستراتيجي لمستقبل اقليم النيل الأزرق هو (. حماية الأرض …الحدود)

نحتاج لقانون فعال يعيد أحقية شعب الإقليم في ملكية الأرض وتنص في تشريع صريح ب(ملكية الأرض في النيل الأزرق ملكيتها للمواطنين )

وبمكية المواطن للأرض بكل تأكيد فإن ذلك يعزز انتماؤه لها

وبهذا يحق لهم أن يرددوا………

هذه الأرض لنا

هذه الأرض لنا

هذه الأرض لنا يا بنو النيل الأزرق ودونه المهج والأرواح تتساقط رخصة من أجل حمايتها

عليه أنتبهوا……..

ولليرع صولات أخري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى