لعل كثيرون هنا لاحظوا هذا العنوان المستوحي من كتاب للأستاذ أحمد سليمان المحامي..كتابه..(ومشيناها خطي كتبت علينا)..كان ذلك نحوآ من أربعين عامآ خلال الديمقراطية الثالثة منتصف الثمانينات .. حيث إنتعشت أرفف المكتبة السودانية التجارية بمؤلفات أهل اليسار الذين يحاولون أن يحيوا من رماد العدم جذوة المعرفة والمعارف .
وكذا يظل أهل اليمين يكفون بمؤلفاتهم عن وجوههم وجنوبهم شرر ميشيل عفلق وماركس .حيث نشط الشيوعيون والبعثيون وتوسد منفستو تلك الفترة والحقبة القصيرة مؤلفاتهم بوضعها قلائد في عنق جيل جديد يشرئب ويتنكب طرق المعرفة ليسلك طريقآ بين صراطي الحزبيين العقديين مستقيمآ ليس بذي عوج آيديولجي..لرسم خارطة لدولة وحكومة يعتقدون أن دور العسكر فيها حراسة الدستور وحماية الدستور والدفاع عن حدودها وشعبها.. غير أن كلا أهل اليمين و اليسار من المدنين الذين دائمآ ما يحملون العسكر علي نعش ديمقراطياتهم التي دائمآ ماتبني علي أسس وأفكار لم تكن ارض السودان بالخصبة لنموها بفعل بذورها غير المحسنة..حيث وئدت القوي المدنية والسياسية وكفرت بتعاليمها وقيمها ..حيث ظلت تحمل سلحفاء الأحزاب ..تحمل النظم التعددية والعسكر الي القصر..
هذا حدث خلال ثلاث حكومات تعددية وشمولية..
ولعل أول وزر بؤنا به ونحن نحمل نعش بأسنا وندفع لحكوماتنا ضريبة دمنا ، هي شهادة وفاتنا التي حررها الإسلاميون وهم يدفعون بالعسكر ووحداته وأجنحته ودفاعه الشعبي ومجاهديه إبان حكومة الإنقاذ الثيوقراطية..حرب بإسم الدين .. فمات من مات من غير بينه وحيا من غير بينه فالنظام ينسخ وينسي ولن يأتي ويقف علي الحقائق..
قم ضريبة أخري حينما انفصل جنوب السودان وذهب بأبيي الجنوبية بكامل لحمها وشحكها ..ليلقي عظمآ لأبيي الشمالية التي مازال يحلق حولها النسور ولا يستطيعون كسوها لحما.
لم تلبث إلا حين حتي أتي علي الناس حين من توتر الكيانيين العسكريين لمجلس سيادة ذو عين قبليه .. حتي طفق طوفان 2023 الذي مزق كل تلك التضحيات والفواتير التي وصفها بالرخيصة لأنها لم تعي مشكل السودان الذي ينظر إليه طرف بأنه يكمن في آثار وكنس دولة 56 بينما بري الآخر بملكيتة لشهادة بحث إرث السودان جوآ وبحرآ وأرضآ.
وأصبحنا مثل قوم تبع والذين من قبلهم..فأخذنا الله سبحانه بالسنين.