
مسؤولية الكلمة
ابتهاج احمد علي
الشائعات تجتاح عالمنا بصورة غريبة و نكاد نركن اليها شيئا قليلا
و الاخبار الكاذبة تترى من كل حدب و صوب و نراجعها فنجد اغلبها كذبا و بهتانا و زورا
و نكتب من بنات افكارنا و نترك الاعنة مسرجة لخيول خيالنا تمضى بنا أنى شاءت
و نخرج لسنا مقتنعين بها دواخلنا و لكنا نلقيها هكذا دون اكتراث او مسؤولية
و ننسى او نتناسى عمدا و نتجاهل قول الحق عز وجل (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
فهل راجعنا انفسنا و تأملنا ماذا يفعل رقيب وعتيد بكلماتنا
وحقيقة الامر انها اما ثواب او عقاب
اتوجه بكلامي هذا لكل الاعلاميين في بلادي عاشقي السبق الصحفي و الشهرة و المجد
نعم كلنا نعشق المجد و نحب الطموح و نهدف للوصول الى الثريا و لكن
علينا ان نعلم ان الكلمة مسؤولية امام الله عز وجل و ان الكلمة ربما اوقفتك خصما لشخص ما يوم لا ينفع مال و لا بنون و انت انما قصدت بها ان تبنى مكانة و شرف بين الناس
وكلنا يقلب صفحات الوسائط المجتمعية داخل شبكة الانترنت و يخرج اما محبطا يائسا لكثرة ما مر به من كذب او انشرح صدره فرحا بكلمات احس فيها بعض الامل و الرجاء
ونقرأ عن الحرب النفسية التي يشنها اعداء ااوطن هذه الايام ونسب و نلعن ونشتم وننسى او نتجاهل اننا مسؤولون عن ذلك وكان الاجدى ان نقارعهم الحجة بالحجة و كم قرأنا لكاتب مقالا مطولا ماخرجنا به من فائدة ترجى الا انه صب جم غضبه على مسؤول ربما لم تجمعه به الايام في مجلس واحد ولكن سمع وقرا عنه فكال له السب و الشتم دون ان يسمع منه او يساله لما فعل ذلك
فمتى ندرك ان الكلمة مسؤولية و الحق عز وجل يقول في محكم تنزيله
(كلا سنكتب ما يقولون ونمد لهم العذاب مدا )
فهل تحرينا الدقة و الصحة فيما نكتب و نقول
وهل نتذكر ان كلامنا محفوظ في سفر التاريخ ستخلده الايام و تتناقله الاجيال جيل بعد جيل
فكم من سياسي ارعد و ازبد ورحل من دنيانا و ظلت كلماته محفورة في ذاكرة الامةواصبحت مثالا للتهكم و السخرية و الاستهزاء و كم من اقوال خلدها التاريخ لعظمتها فظلت اقوالا ماثورة تضرب مثلا في الحكمة ورجاحة العقل و صدق المبدأ
و لنتذكر دائما ان كلامنا الذي نقوله ونكتبه و ننشره دين على رقابنا محاسبين عليه عاجلا او اجلا
ونحن مؤاخذون بما نقول ولا يكب الناس على النار الا حصائد السنتهم
فلماذا ننجرف وراء ماسخ القول وقبيح الكلام ولنا توجيه صريح من رسولنا الكريم
(من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت )
فيا عزيزي الاعلامي والسياسي و رجل الدولة
اضبط ايقاع لسانك على قول كلمة الصدق و الحق لتخرج للناس لحنا عبقريا حلو المذاق
ولا تترك لشيطان الكلمة ان يهوى بك سبعين خريفا في نار جهنم
وعندها لن تنفعك الشهرة و لا السبق الصحي و لا يصلح عندها قول انك اطفأت غضبك بكلمات انهمرت كالسيل سبا و شتما فكانت سببا في بعد الناس عنك اتقاء شر لسانك
النصر لقواتنا المسلحة
العزة و الشموخ لسوداننا الحبيب