
و رحل حبر الامة
✍️ ابتهاج احمد علي
انه عام النكبات و الازمات و المواجع
عام الحزن و الالم
عام ابتلينا فيه اشد الابتلاء و كل بلوة اعظم من اختها وكل مصيبة اقسى من سابقتها
وقدر الله ان يكون مصابنا هذه المرة بفقد عالم ومعلم وعلم من اعلام الامة العربية الاسلامية
و الفقد امر وجلل على امة السودان
فقد رحل حبر الامة وافل نجما من نجومها السواطع وانطفأ سراجها المنير
فقد كان بروفسير الحبر بصمة لا تطابقها بصمة في تاريخ الامة السودانية وقد وضعها في حياتنا وكان لها الاثر الواضح الجلي في مجال العقيدة و العلم والفن والادب
وليتني امتلكت ناصية البيان او اجدت نظم الدرر من لغة الضاد حتى اكتب في مقام حبر الامة البروفسير الحبر ما يليق بمقام اساطين اللغة وبحر من بحور الفقه والعقيدة .
مضى قائد اسطول اللغة بعد حياة مليئة مترعة بالشرف وحافلة بالفضائل
مضى وترك لنا اياما عصبية نعيش فيها التخلف الفكري والضلال الروحي بعدما احرق الرعاع مراجعنا و كتبنا القيمة واعتدوا ظلما وجورا على علمائنا
مضى بروفسير الحبر راضيا مرضيا عنه ان شاءالله ونحن في امس الحاجة اليه والى فكره وعلمه وصبره فقد كان مرجعا صادقا نبيلا نزيها
رحمة من الله و مغفرة تتنزل عليك شيخنا الجليل و اديبنا الورع ونشهد الله انا احببناك في الله وكم تمنينا ان نكون قطرة صغيرة في محيط علمك الواسع واني اذكر تلك الحلقة الرائعة التي تحدثت فيها عن الشعر و شرحت شرحا مبدعا ( غني لنا يا طرير الشباب
غني لنا غني او اعصر الاعناب واملا بها دني)
فقد استمتعت بذلك الشرح الوافي حد الثمالة واندهشت حد الدهشة و في دواخلي سؤال حائر كيف لرجل من رجال الدين والفقه و العقيدة يشرح تلك القصائد التى يتغنى بها المتغنون والمطربون ولكن احببتها احببت شرحها و طريقة القائها و رسخت من ذلك اليوم في ذهني
ان الفقد فقد عظيم و ان الخطب خطب عصيب ولكن لا نقول الا ما يرضى الله الحمدلله رب العالمين
انا لله وانا اليه راجعون
وحقا انك بصمة لا تطابقها بصمة في حياتنا عامة و مرجعا علميا نادرا قلما يجود به الزمان
لك الرحمة والمغفرة من الله عز وجل ونساله ان ينزلك الفردوس الاعلى
طبت حيا وميتا