محلية
أخر الأخبار

حَصَادُ النِّهَايَاتِ – خطبةُ الجُمعةِ ٣ربيع الاول ١٤٤٦هـ – ٢٠٢٤/٩/٦ بجامع سوق الدامر الجديظ

أكد الشيخ أحمد الجبراوي المحامي والخبير الوطني على أن ما نعيشه من واقع بئيس هو ما جنته أيادينا بسبب اساءة غراس البدايات والتى أدٌت إلى هذا الحصاد الهشيم وأشار إلى أنّ الفرصة لا تزال سانحة للمراجعة ولإدراك الفائت بحزمة متكاملة من العمل والجدية

وذلك في خطبته بجامع سوق الدامر الجديد بمدينة الدامر والذي ضاقت ساحاته على اتساعها بالمصلين وذلك اليوم الثالث من شهر ربيع الأول ١٤٤٦ – ٢٠٢٤/٩/٦

وقد افتتح خطبته بقوله تعالى:” أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” التوبة ١٠٩- ١١٠

وقد أرست الخطبة المعالم الواضحة بغرس البدايات الصحيحة لننعم بحصاد النهايات السعيدة والتى تقوم على ترسيخ معالم التوحيد قال تعالى:

” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ” إبراهيم (٢٤-٢٧)

فالعقيدة الصحيحة هي جوهر ومفتاح الحلّ والنّهضة والتنمية والعزّة والوحدة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَمِّ إِنِّي أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ …” التّرمذي وصحّحه والعقيدة تُولّد الضمير الحي اليقظ اللّوام خاصّة وأن أسّ الأزمة السّودانية في الأزمة الضمائريّة التي ضربت بأطنابها على مجتمعنا في كل جوانبه

والأمر الثاني هو تحقيق التّقوى كما جاء في الآية أعلاه.

وأشارت الخطبة ثالثاً إلى تعظيم القيم الأخلاقيّة في المجتمع من الأمانة والمسؤولية والصدق لقوله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ من أحبّكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا” رواه الترمذي

(من غشّنا ليس منّا) البخاري وألمح إلى أنّ هذا يشكّل تحديّاً كبيراً لأمّتنا السّودانية باعتبار الفشل الكبير في هذا الجانب.

ثم أبانت الخطبة قيمة الموازنة بين الحقوق والواجبات كمسار رابع وان الحقوق هي ثمرة أداء الواجبات فمتّى ماقام المجتمع بما عليه من واجبات أتته الحقوق وإذا ظلّ المجتمع أسيراً للمطالب بلا قيام بالعمل والإنتاج فسيتآكل ويقضي بعضه علي بعض فلا تزال الكثير من احتقانات شعبنا بسبب تعظيم الحقوق والمطالب على حساب الواجبات والوظائف

وخامسا تحدثت الخطبة عن تعظيم العلم والمعرفة وتعميقه وارتباط التعليم بحاجيات الأمّة للنهضة والبناء ليس للمظاهر والتفاخر فسرّ النهضة في الهند مثلا بالتعليم الحرفي الفنيّ وقد اختطّت الكثير من دول العمل ما يناسبها من مطلوبات العملية التعليمية.

كما أوضحت الخطبة سادساً أهمية العقل الجمعي والتفكير والتخطيط الاستراتيجي القومي وتحقيق التوافق الوطني على ممارسة سياسية سويّة ناضجة راشدة مبنية على الاجتماع والمعرفة والوعي والادراك والعدل والتوازن الخلّاق السويّ بأوعية سياسية مدركة نقية طاهرة وطنية وإدارة الموارد بوعي وفكر مبدع شفاف وتوظيف التنوع بقبول بعضنا والتسامي والتسامح فالاوطان لا تبنى بالكراهية وانّما بحسن الوداد وقد عفا النّبي صلى الله عليه وسلم عن اهل مكة لما فتحها وقال “اليوم يوم المرحمة”

وفي المحور السابع فقد أغلظ الخطيب في التحذير من التنافس على السلطة والمال وانه واحد من أسباب الفرقة بين أبناء الوطن قال صَلَّى الله عليه وسلم:(ما ذئبان جائعان أُرسِلا في غنمٍ بأفسدَ لها من حِرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ لدِينِه) الترمذي وأحمد

وأوضح الخطيب ثامنا انّ حاجتنا في السودان إلى خطاب إعلاميّ جاد مسئول مهنيّ يُعلي من مصالح الوطن وأولوياته ويؤسّس للقيم ويدافع عنها ويبعدنا عن اعلام التّفاهة الذي بات مسيطرا على الكافّة إلّا من رحم الله

وتاسعا أكدّ المستشار على تعزيز الايجابيّة في المجتمع ونبذ السلبيّة التى اقعدت بنا كثيرا فكلّ شخص يريد الاعتماد على غيره وقلّ من يبدأ العمل والاصلاح ورتق الفتق وتجسير ما بيننا فلابد من بناء الايجابية

واشار الخطيب عاشرا إلى قيمة إدارة الوقت كقيمة مهمّة فقد ضاع علينا وقت ثمين بسبب الخلاف والحرب وروح الانتقام وضياع سنوات والعمر فيما لا طائل من ورائه والوقت نعمة عظبمة نحن مسئولون عنها

وفي ختام خطبته أكد الخطيب على قيمة الرجوع الى الله والتوبة والاحسان إلى الخلق واحسان الظنّ بالله لتغيير حالنا إلى خير منه .

وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه أجمعين.

الدامر

٣ ربيع أول ١٤٤٦هـ

٢٠٢٤/٩/٦ م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى