ردا على مفهوم دولة ٥٦ – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر
*أستاذ ياسر محمد محمود ردا على ما جاء بعمودكم (شوكة حوت) بتاريخ ٨ / ٩ / ٢٠٢٤ والذى جاء تحت عنوان (مفهوم دولة ٥٦) أرى أنه يحمل معلومات مهمة ومفيد ويمكن مناقشتها بوضوح وشفافية لأنها تمثل العقدة الحقيقية لمشاكل السودان الراهن والمستقبل إذا ما تجاوزنا الماضى فيها*.
*يمكن القول أن تحليلك الأول تحليل صحيح ونتفق معكم فيه وممتاز ولكن تبريرك بأن أهل الشمال نالوا ما نالوا بعرقهم وتعليمهم يجافى الحقائق التاريخية والمنطق السليم الجزء الغائب فى تحليلك يا ياسر أن دولة ٥٦ لم تؤسس فى ١٩٥٦ إنما تأسست يوم دحر الأنصار فى كرري ١٨٩٨ بعد إنتصار الغزاة والذين وصلوا أطراف أمدرمان على أكتاف بعض أهل الشمال الذين تعاونوا مع الإنجليز والمصريين نكاية فى الخليفة عبدالله قام الإنجليز بتمكين اهل الشمال مكافأة لهم لمساعدتهم فى غزو السودان وتمت مكافأة اسر مثل أسرة الميرغني وتمكينها لتواصل دورا شعبيا يحشد التأييد للغزاة ولا حقا يكونوا حزبا يدعو للوحدة مع مصر*.
*هذا الوضع أشبه بوضع الأمريكان حينما غزو العراق وقاموا بمكافأة العناصر الشيعية على حساب السنيين مع إختلاف أن الشيعة هم الأغلبية بينما أهل الشمال يعتبروا أقلية بالمقارنة مع بقية الوطن الكبير واصل الإنجليز والمصريين فى مكافأة أهل الشمال بتعليمهم وتمكينهم فى الجيش وإدارة الدولة وتقريبهم من الحكم وفى نفس الوقت عملوا على إبعاد أهل الغرب والهوامش التي ناصرت المهدية ومارس الأنجليز ومن عاونهم سياسة العقاب الجماعي لأهل الغرب بحرمانهم من الإقتراب من السلطة وبل وضعت عراقيل عديدة منها الحد من التنقل وكما تعلم الإمام عبدالرحمن المهدى نفسه تم تحديد حركته لفترة طويلة وحددت حركة أهل الغرب والكثير من انواع التمييز السالب تجاه أهل الغرب والوسط بما فيها مناطق النيل الأزرق والجزيرة ومناطق النيل الأبيض*.
*هذا لا يعني أن مناطق الشمال حظيت بتنمية وتطوير فقد بقي الشمال نفسه غير متطور ولكن أبنائه وفرت لهم الوظائف فى عاصمة البلاد هذا أيضا لا ينفي حقيقة أن أهل الشمال بحكم وضعهم الجغرافي وقربهم من مصر توفرت لهم فرص للتعليم أفضل من بقية المناطق الأخري ولكن الإستعمار وفر لأهل الشمال فرص فى القرار السياسي وهذا الوضع لم يتغير بعد الإستقلال وظل قرار الجيش الذي يتحكم فيه نخب الشمال (شوكة حوت) لآي وضع يوفر لأهل الغرب الإقتراب من السلطة عبر صناديق الإقتراع والتي كان من الممكن أن تساعد فى إزالة إختلال الدولة إذا من الضروري أن نعرف جذور دولة ٥٦ ولا نتعامل مع الشكل السطحي للأزمة*.
مهدى عمر حامد
الولايات المتحدة الأمريكية .
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*شكرا أستاذ مهدى على هذا الطرح وهو أيضا يمثل رأى وإعتراف حقيقى وموضوعى بوجود مشكلة سودانية مسكوت عنها بدأت بجدلية الهامش والمركز وإنتهت بما يعرف بدولة ٥٦ ويجب أن نقول أن حل المشكلة يكمن بوجودها ولنجعل من هذا الحديث خطوة فى طريق الحل*.
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*لن تظل قضية الهامش المركز أو مفهوم دولة ٥٦ قضية يجب الحديث عنها بوضوح وجراءة حتى يتعافى الوطن الجريح*.