مج_ازر الدعم السريع: جريمة حرب منظمة تستدعي تحركاً دولياً عاجلاً – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
تشهد الأراضي السودانية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها مليشيات الدعم السريع بشكل ممنهج ومتكرر، مما يحول حياة المدنيين إلى جحيم لا يطاق. إن الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين في أسواقهم وأحيائهم، كما حدث في مجزرة سوق الملجة بسنار، ليست مجرد انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، بل هي جزء من حملة منظمة لترويع المدنيين وتشريدهم.
تلك المجازر البشعة ليست حوادث معزولة، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات منذ اندلاع التمرد، والتي تشمل القصف العشوائي للمناطق السكنية، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والقتل والاغتيالات، إن هذا النمط المتكرر من الانتهاكات يشير بوضوح إلى نية مسبقة لاستهداف المدنيين، وإلى وجود سياسة ممنهجة للقضاء على المعارضة والقضاء على أي صوت مخالف.
تتجاوز تداعيات هذه الجرائم الإطار المحلي وتؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الإقليمي. الهجمات المتكررة على المدنيين تؤدي إلى موجات نزوح واسعة، مما يزيد من الأعباء على الدول المجاورة، ويشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تدمير البنية التحتية وتعطيل الخدمات الأساسية يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد حياة الملايين من المدنيين.
إن الصمت الدولي على هذه الجرائم يشجع مرتكبيها على الاستمرار في ارتكاب المزيد منها. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يتخذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها. وتشمل هذه الإجراءات: فرض عقوبات اقتصادية شاملة من قبل مجلس الأمن الدولي على مليشيات الدعم السريع، تستهدف قياداتها وممولها، وتشمل تجميد الأصول وحظر السفر واعتباره منظمة ارهابية، ويجب على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية تقديم الدعم الكامل لها لتمكينها من التحقيق في الجرائم المرتكبة في السودان ومحاكمة مرتكبيها، كما يجب على المجتمع الدولي العمل على توفير الحماية للمدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، ويجب على المجتمع الدولي دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع في السودان، والتوصل إلى حل سياسي شامل.
إن ما يحدث في السودان هو جريمة ضد الإنسانية تستوجب تحركاً دولياً عاجلاً وحازماً. يجب على العالم أجمع أن يقف صفا واحدا ضد هذه الجرائم، وأن يرسل رسالة واضحة مفادها أن استهداف المدنيين لن يمر دون عقاب. يجب علينا جميعاً أن نعمل معاً لإنهاء هذه الحرب، وحماية المدنيين، وإعادة السلام والاستقرار إلى السودان.