لمع اسمه كثيرًا منذ أمد بعيد وأعاد الظهور بكثافة منذ اندلاع الثورة والتغيير. كل الألقاب مصحوبة قبل اسمه.. الزعيم شيبة، الفريق شيبة، القائد شيبة، المناضل شيبة. وكلها صفات تحمل الوقار والاحترام. وإذا نظرنا للاسم أيضًا، نجد أنه يأتي برمزية الوقار. لكن مع كل هذا الإطراء الذي يحبه شيبة ضرار، طرح نفسه في الآونة الأخيرة كمصدر للعبث الفكري أو مخالفة آراء الكل ليحظى بالذكر، وكأنه يتبع مقولة (خالف تذكر) أو كشخص مثير للجدل
كل نضالاته هي مفخرة للكيان الذي صنعه ولأبناء البجة، منافحًا ومدافعًا عن قضاياهم. ولكن في الآونة الأخيرة، أراد أن يتصدر ( التريند) و المشهد . يبدو أن فكرة ( كشح الحلة ) أصبحت مسيطرة عليه، فلا يعقل أن يكون رجل بمثل هذا التاريخ، الذي من المفترض أن يكون فيه حكيمًا للبجا، إلا أنه يجاهر بالألفاظ ويتسلط على الآخرين بنعرات قبلية واضحة، وكأنما هذا الشرق ملك لك أو دولة غير السودان الموحد ، فنحن لا نريد أن يظهر شيبة ضرار بسخرية الآخرين الذين يهاجمهم كل فترة مرة بطرد ال(دارفور) ومرة مع اهل ( شندي وبربر ) وإخري اغلاق الميناء وتارة التهديد بإغلاق الشرق وتسيد فكرة البجبجة في غير موقعها بمهاجمة واحتلال مباني الإذاعة والتليفزيون والمطالبة بعزل مدير الهيئة في واقعة إدارية خاصة بين مدير عام الهيئة ومذيعة متعاونة بالهيئة والتهديد بطرد وزير المالية واحتلال المطار ومناقشات مع القوات المسلحة وغيرها من الأفكار الشيطانية
كل السودان الآن اكتسى حلة الوحدة والتعاضد ، وشيبة ضرار يأبى أن يكون على قمة الجبل في هكذا مواقف. الي أن وصل مرحلة التراشق بالألفاظ في رمز سيادة الدولة والمطالبة والمزايدة في أن يكون له نصيب الأسد هو وقواته ، إذا سلمنا جدلاً للافتراض بوجود حركة مسلحة خاصة به من اهلنا في البجا، أما كان الأجدر به أن يزج بهم تحت مظلة القوات المسلحة كاندماج مثلا بدلاً من التهديد والوعيد؟ . أما كان الأجدر بك أن تبادر بالاستنفار في ولاية البحر الاحمر بدلا من هذا التهديد
( شيبة ضرار ) برتبة فريق ماذا فعلت برتبتك هذه يا عزيزي في أتون الحرب الحالية التي يخوضها السودان ، لماذا تبنى فكرتك علي نظرية المؤامرة ومنهج ( يا معانا يا ضدنا ) راينا كل الرتب العسكرية العليا والجنرالات من الحركات المسلحة الأخرى في الصفوف الأمامية مع المقاتلين الا سعادة الفريق شيبة ضرار ، هذه اللحظات والايام التي يمر بها السودان هي بالضبط مفترق طرق وعزمال رجال..واتفاق وتلاحم ، هنا الكلمة يا عزيزي بدون قبيلة أو جهوية. كنا نتوقع منك فعلاً كبيرًا، خاصة وأن الحكومة الآن تحت ضيافة الشرق وولاية البحر الاحمر تحديداً ، وانت مازلت تطالب بخروج الحكومة أو ابعاد بعض وزراء الحكومة وقيادات الدولة من ولاية البحر الاحمر
احتملت السلطات كل ما ارتكبته من حماقات وازدراء ، وكان بوسعهم صناعة رد فعل عنيف ضدك لكنهم آثروا ضبط النفس وان البلد الان تحتاج آلي الهدؤ والتركيز أو ربما أنهم يدخرونك بعد أن تعدل من طريقتك في التعامل معهم وينتظرون منك جميل المواقف ، حتي أن بعض زعماء البجا يعتذرون نيابة عن أفعالك في السر والعلم
انت يا سعادة الفريق اكبر مم أن تساق الي هذه الأفعال وانت رمز من رموز البلاد ، الان جاء دورك الفعلى في مناصرة التغير مع الآخرين .. مساحتك موجودة وانت تلفظها بنفسك عهدنا فيك روح التسامح ولكن حتي لو أن هنالك تصفيات شخصية فهذا ليست أوانها ، كل سيحاسب ولك بعض أن تضع الحرب أوزارها أن تقدم دفوعاتك القانونية والمستندية للمطالبة قانونيا دون التجريح في سيادة الدولة ، كل مكونات السودان الديمقرافية لها مطالب واجندة ومستحقات بما فيها طبعا الشرق وحقوق البجا وانت وحدك لا تمثل الشرق ولا تمثل كل مكونات البجا ، آن الأوان سعادة الفريق شيبة ان تكون مع الجيش وقيادة البلاد على أقل تقدير في هذا الوقت تحديدا ، اجعل من تاريخك العريض رمزا جديدا لأجيال البجا دربا للفكرة وتاريخ يستندون عليه دون مزاعم القبيلة والجهوية التي تدثر بها جرب واقتحم القيادة العسكرية والقيادة السياسية بفكرك وطرحك وستجد الابواب مشرعة والعقول متفتحة والأيدي بيضاء
كسرة :
نتوقع ( اللايف ) القادم جميلا كجمال الشرق الذى احتضن السودان دولة وسيادة وشعب