حتى نستيقن الحقائق .. ما يحدث بالسودان: عدوان وليست ح_رب ✍️ علي الفاتح الزبير
العُدوانُ محَرَّمٌ في الإسلامِ منهيٌّ عنه، ويُباحُ من العُدوانِ الرَّدُّ على المبتدِئِ به على سبيلِ مجازاتِه: قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة: 194] .
و الإسلام يرفض العدوان على الناس، والقرآن الكريم نهى الناس عن ظلم الآخرين والعدوان عليهم سواء كان ذلك بدنياً أو لفظياً، وأمرهم بمعاملة الناس بالحسنى وباللين والمعروف، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)،
و العدوان في القانون الدولي
ولأغراض التعويض أو العقاب بعد الأعمال العدائية،
عُرف العدوان في القانون الدولي بأنه أي استخدام للقوة المسلحة في العلاقات الدولية لا تبررها ضرورة دفاعية أو سلطة دولية أو موافقة الدولة التي تستخدم فيها القوة .
وفي تعريف آخر
ﺟﺮﳝﺔ اﻟﻌﺪوان: ﻗﻴﺎم ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﻟﻪ وﺿﻊ ﳝﻜّﻨﻪ ﻓﻌﻼً ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أو اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻠﺪوﻟﺔ أو ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ، ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ أو إﻋﺪاد أو ﺑﺪء أو ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻞٍ ﻋﺪواﱐ ﻳﺸﻜّﻞ، ﲝﻜﻢ ﻃﺎﺑﻌﻪ وﺧﻄﻮرﺗﻪ وﻧﻄﺎﻗﻪ، اﻧﺘﻬﺎﻛﺎ واﺿﺤﺎ ﳌﻴﺜﺎق اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
ومنذ بدء هذا التمرد الغاشم لمليشيا الدعم السريع،، يتضح لنا بأن هذا العدوان قد تم الإعداد له مُنذ سنوات مضت،، وأنه لم يكن وليد ظرف عارض
او أحداث مبررة،، تستند على وقائع و حقائق تُبرر ما حدث وما يحدث آلان من جرائم وإنتهاكات تجاوزت التعريف المنطقي لمصطلح ومعنى كلمة(حرب)..
فالحرب تكون بين قوتين مسلحتين،، تجري رحاها وأحداثها
وفقاً لما شهده التاريخ
على مر العصور..
وأما أن يكون الإنسان المواطن الأعزل،، هدفاً مشروعاَ
في نفسه او عرضه او ماله او أرضه،، لإحدى تلك القوى المتصارعة،،
فحريٌ بنا حينها أن نُعرِف الأشياء بمسمياتها..
وكل المشاهد والأحداث والشهادات الموثقة منذ تاريخ الخامس عشر من ابريل من العام الثالث والعشرين بعد الالفين تؤكد بأن مليشيا الدعم السريع هي قوة عدوانية،، مارست كل أنواع الانتهاكات والجرائم المتعارف عليها وغير المتعارف عليها في حق الشعب السوداني بكل فئاته،، وتباينه القبلي والإجتماعي والسياسي على إمتداد جغرافية السودان،،بإستثناء إستهداف بعض مكونات وحواضن تلك القوات العدوانية الآثمة،، ما يُرقى بأن نصحح من مفهومنا وتعريفنا،، لما حدث وظل بأنه عدوان،،، تقف من خلفهِ قوى داخلية وإقليمية ودولية،، لها أهداف قريبة وبعيدة المدى،،..
وليست مجرد حرب
يفترض مشروعيتها،، وفقاً لمقتضيات،، أملتها اهداف أخلاقية تُقرها الاديان والقوانين..
ووفقاً لما جاء في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة
بأن الدفاع عن النفس في حال العدوان ليس حقاً للدولة تمارسه او تتركه،، بل حقاً لا يجوز التنازل عنه،، ويعني هذا الحق ان للدولة مطلق الصلاحيات للمحافظة على وجودها.
وكما جاء في المادة2(4)
بحظر لجوء الدولة لإستخداَم القوة المسلحة إستثناءً في حالة العدوان الحق في الحسم العسكري
نتيجة ذلك العدوان.
وهذا العدوان الآثم الغاشم،،الذي ظلت تنتهجه مليشيا الدعم السريع،، إستهدف تاريخ وحاضر ومستقبل الدولة السودانية
بغرض إخفاء وإقصاء إرثها بإستهداف المتاحف والآثار والمكتبات،، وحاضرها بحرق المؤسسات والمصانع والشركات العامة والخاصة،، ونهبها مُسبقاً وحتى تخريب آلة الإنتاج بالمشاريع الزراعية،، ونهب الحاصدات
والمعدات..
وإستهداف المستقبل بواسطة التعذيب والقتل والاغتصاب و التشريد وإجبار السكان على مغادرة أرض الاجداد وصولاَ لعدم الرغبة في الاستقرار بإختيار المنافي بدلاً عن الأوطان..
ومن هنا يجب علينا والدولة السودانية وأجهزة الاعلام بقيادة المعركة السياسية الدبلوماسية وفقاً للقانون الدولي وطرق كل الأبواب التي تقود للإنتصار الدبلوماسي لسد الباب امام إي ذرائع لإيٍ من كان
و تغيير هذا المصطلح المتداول
فهي ليست حرب السودان،،، بل (العدوان على السودان)..