نحو مدن ذكية مستدامة في السودان، بدءًا بالعاصمة الإدارية الجديدة – شئ للوطن – ✍️ م. صلاح غريبة
يحتفل العالم في 31 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمدن، مؤكدًا على أهمية دور المدن في تشكيل مستقبلنا. وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المدن في مختلف أنحاء العالم، تبرز الحاجة الملحة للتحول نحو مدن ذكية ومستدامة. وفي هذا السياق، يأتي الحديث عن ضرورة إنشاء عاصمة إدارية جديدة للسودان كخطوة استراتيجية نحو تحقيق هذا التحول.
إن المدن الذكية هي تلك التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتحسين حياة المواطنين، وتقديم خدمات حكومية فعالة، وحماية البيئة. وتتميز هذه المدن بقدرتها على إدارة الموارد بكفاءة، وتوفير بيئة آمنة ومريحة للسكان. ومن أهم فوائد التحول إلى مدن ذكية تحسين جودة الحياة، من خلال توفير خدمات حكومية إلكترونية، ونقل عام ذكي، وبنية تحتية متطورة، والاستدامة البيئية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وإدارة النفايات بكفاءة، واستخدام الطاقة المتجددة، وتعزيز الاقتصاد من خلال جذب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة الإنتاجية.
تواجه العاصمة السودانية الخرطوم العديد من التحديات، مثل الازدحام المروري، والتلوث، والنقص في الخدمات الأساسية. إن إنشاء عاصمة إدارية جديدة سيخفف الضغط عن الخرطوم، ويوفر مساحة أكبر للتوسع والتطوير. كما يمكن تصميم هذه العاصمة الجديدة لتكون نموذجًا للمدن الذكية المستدامة، حيث يتم تطبيق أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في مختلف المجالات.
من فوائد إنشاء عاصمة إدارية جديدة للسودان، تخفيف الضغط عن الخرطوم من خلال نقل المؤسسات الحكومية والهيئات الدولية إلى العاصمة الجديدة، مما يساهم في تقليل الازدحام المروري والتلوث، وتوفير فرص للتنمية، ويمكن أن تصبح العاصمة الجديدة محركًا للنمو الاقتصادي، وجاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، وبناء مدينة مستقبلية، فيمكن تصميم العاصمة الجديدة لتكون مدينة ذكية ومستدامة، تضم أحدث التقنيات والبنية التحتية.
إن التحول نحو مدن ذكية مستدامة هو ضرورة ملحة في عالمنا المعاصر. وفي حالة السودان، فإن إنشاء عاصمة إدارية جديدة يمثل فرصة ذهبية لتحقيق هذا التحول، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يجب على الحكومة السودانية أن تعمل على توفير الدعم اللازم لهذا المشروع الطموح، وأن تتعاون مع الخبراء والمختصين في هذا المجال لضمان نجاحه.
توصياتي بوضع خطة شاملة لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، تتضمن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. والاستفادة من الخبرات الدولية في مجال بناء المدن الذكية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في عملية التخطيط والبناء، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع.