مقالات الرأي
أخر الأخبار

تفويض القوات المسلحة وتشكيك الاحزاب ✍️ دكتور عباس طه حمزة

عنوان هذا المقال الذى يبدو طويلا نسبيا قصدت منه أن اهيئ القارئ نفسيا لكى يزيد فى قوة تحمله لقراءة مرافعة حق بشأن معركة كرامة يخوضها أحد فيالق معركة الكرامة فى الاسافير ومنصات التواصل الاجتماعى بشأن ما يتم تداوله من اخر محاولات أحزاب قحت وتقدم وحمدوك لنصرة حليفهم المجرم الدعم السريع الذى يتلقى هذه الأيام ضربات قاتلة ومدمرة من ابطال معركة الكرامة وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة بعون الله …

وتمثلت محاولات تلك الاحزاب المجرمة فى سعيهم الدؤوب والفاشل للتشكيك فى تفويض قوات الشعب المسلحة فى خوضها لمعركة الكرامة وإدارة البلاد … ولكى نرد على هذه الاكاذيب والافك والبهتان فى حق التفويض الشعبى لقوات شعبنا المسلحة نقول بسم الله نبدأ لنعدد عدد من البراهين والادلة الدامغة التى تحسم هذا التشكيك من اولائك الغرباء الخائنين لدينهم و طنهم وشعبهم ….

 

اولا… انا أجزم أن التفويض لقوات شعبنا المسلحة تم بشموله وكماله منذ اليوم الذي سميت فيه…قوات الشعب المسلحة. بهذا الاسم…فهو اسم عظيم الدلالة وعظيم المعانى وغير قابل للطعن أو التشكيك فيه من اي بوق من ابواب العمالة والخيانة من أحزاب قحت وتقدم التى ليس لها أي تفويض شعبى بينما أن قوات الشعب المسلحة وكل أفرادها وكافة رتبها هم أبناؤنا واخواننا واعمامنا واخوالنا واخواتنا واخواننا من كافة البيوت والاسر والقبائل والمكونات المجتمعية وليس من بينهم مرتزق أو مأجور جاء من خارج الحدود مثل مجرمى الدعم السريع ..فهو تفويض واضح غير قابل للطعن فيه وباقى باذن الله ما بقيت الأمة السودانية شامخة فى كبرياء واباء…

 

ثانيا .. مسمى قوات الشعب المسلحة..يتكون من ثلاث كلمات متعارف عليها فى اغلببة دول العالم وتعنى قوات من وحدات مهنية مدربة ومسلحة من أفراد ورتب يتم تجنيد افرادها من الشعب السودانى على أساس الهوية الوطنية بما يضمن تكافؤ فرص الالتحاق بها لكافة مكونات الشعب السودانى القبلية والحزبية والاثنية والدينية… ويحكم أهداف وواجبات وتحركات هذه القوات قانون القوات المسلحة والدستور……

 

ثالثا …تفويض القوات المسلحة محسوم بالقانون والدستور المعتمد فى السودان الذى فصل تفصيلا شاملا ودقيقا لمهام وواجبات تلك القوات فى السلم والحرب وياتى على قمة تلك الواجبات الحفاظ على أمن وسلامة البلاد والمواطنين من كل اعتداء أو تامر خارجى والتصدى له بالمجازفة بحياتهم وكذلك حسم اى فوضى أو مهدد امنى داخلى وفقا للقانون والدستور …..

 

رابعا ….. هذا التفويض تعضد واكتمل منذ بداية عدوان الدعم السريع وأعوانه من خونة وعملاء تلك الاحزاب وكل الاقلام الماجورة وكافة المشاركين فى المؤامرة الكونية على السودان وشعبه التى تهدف لإبادة الشعب السودانى وسرقت موارده وثرواته… الدعم السريع قتل واغتصب ونهب وسلب ودمر الممتلكات العامة والخاصة وعطل كافة أنواع الخدمات وكلها جرائم موثقة ومدانة من كل شرفاء المجتمع الدولى ومنظماته ولم يجد الشعب السودانى غير إطلاق صرخة استغاثة ولم يجد حينها معتصما يهب لنجدته غير قوات شعبه المسلحة وابطال معركة الكرامة الذين قدموا ويقدمون حتى الآن وعلى رأس كل ثانية الارواح والدماء والاشلاء..فهل من سبيل إلى إنكار هذا التفويض بعد كل هذا المهر الغالى والمستحق..

وبموجب هذا التفويض الشعبى الكاسح يحق للقوات المسلحة المضى قدما لتنفيذ ما اقترحناه فى مقال سابق واكدته لاءات الفريق البرهان الثلاث واكده الفريق ياسر العطا وإخوانه الفريق الكباشى والفريق ابراهيم جابر…يحق لقوات الشعب السودانى بعد الانتصار الكاسح فى معركة الكرامة تكوين حكومة كفاءات …تكنوقراط..وطنية غير حزبية ممارسة ومتميزة لتنفيذ برنامج اسعافى فورى لصالح رفع المعاناة عن كاهل الشعب السودانى بالتركيز على معاشه وتوفير كافة الخدمات له وضمان حصوله على التعويضات المادية والمعنوية المجزية من الذين ارتكبوا فى حقه كل تلك الجرائم…وبرنامج تنموى اعماري يقوم على وضع الحكومة يدها وبصفة مطلقة على كافة موارد وثروات البلاد الضخمة والمتنوعة خاصة الذهب والاستغلال الأمثل لتلك الموارد وبشفافية تامة عبر شراكات ذكية وبندية كاملة مع اشقاء وأصدقاء السودان مثل قطر وتركيا والكويت وسلطنة عمان وروسيا والهند ومصر والصين وغيرها من الدول خلال مدة لا تقل عن عشرة سنوات هى مرحلة وفترة البناء الوطنى والتى تتفرغ خلالها كافة الاحزاب السياسية لبناء كياناتها على أسس ديمقراطية صارمة بموجب قانون حزبى واضح المعالم بما يمكن تلك الاحزاب من ممارسة راشدة للديمقراطية تضمن تداول سلمى للسلطة على أساس البرامج لا البهارج والفهلوة والقداسة والتجارة باسم الدين وعندها وعندها فقط تتفرغ قوات الشعب المسلحة لأداء دورها المهنى لحماية البلد وفق القانون والدستور ….

على أساس هذا التفويض الشعبى الواضح للقوات المسلحة يتوجب كذلك على قيادة القوات المسلحة وبرئاسة الفريق البرهان أن تسعى وبكل حسم لتنفيذ كل تلك البرامج دون الالتفات إلى مكايدات احزابنا …احزاننا.. المجرمة والتى شهد على فشلها السياسي والاقتصادي والادارى بل وخيانتها وعمالتها منذ الاستقلال أناس كثر من شهود الحق من أمثال وزير خارجية نميري دكتور منصور خالد فى كتابه…النخب السودانية وإدمان الفشل… ورئيس وزراء السودان الأسبق عن حزب الأمة محمد احمد المحجوب فى كتابه…الديمقراطية فى الميزان….

كذلك يتوجب على قيادة القوات المسلحة عدم الالتفات إلى كل ما يصدر من المنظمات المشبوهة والاقلام الإعلامية المأجورة وكل نداءات جماعة .. لا للحرب .. وغيرهم من نشطاء الاسافير ومنصات التواصل الاجتماعى وغيرهم من الانتهازين اكلى السحت فى كل الموائد وابواغ المنظمات المشبوهة من شاكلة محمد لطيف والصادق المقلى ربيب دبلماسية الانقاذ الفاسدة..

 

حتى تكتمل الصورة.واستنادا للقاعدة الذهبية المتعارف عليها أن الأشياء تعرف حقيقتها باضدادها فلولا الشر لما عرف الخير ولولا الباطل لما عرف الحق وقس على ذلك من القيم والمفاهيم الاخري..وحتى تكتمل الصورة وباستصحاب هذه القاعدة وإسقاطها على واقع احزابنا أو بالأحرى احزاننا وخاصة أحزاب قحت وتقدم برئاسة الخائن حمدوك..نجد أن هذه الأحزاب العميلة هى مواعين للشر المحض وقد نالت براءة اختراع فى فنيات الخيانة والعمالة ضد السودان وشعبه بما فيه اهلهم واقاربهم هم انفسهم وذلك منذ تحالفهم مع المجرم الدعم السريع فى مسرحية الاتفاق الاطاري واشعالهم للحرب وهروبهم خارج البلاد ومحاولة نفخ الروح فى جسد المليشيا المحتضرة عبر مذكرة التفاهم مع منتج الذكاء الصناعى الهالك حميدتى..كما قامت هذه الأحزاب بمحاولات يائسة وفاشلة لتسويق بضاعة الدعم السريع الكاسدة لدى المجتمع الدولى الذى تشارك كثير من دوله ومنظماته المشبوهة فى هذه المؤامرة الكونية على السودان تخطيطا وتمويلا وتسليحا وإسناد بشري مباشر ويتولى كبر جريمة تحسين صورة الدعم السريع ومنحه صكوك غفران عن كل جرائمه فى دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة وقبلها فى المجزرة ضد شباب ميدان الاعتصام.. يتولى كبر تبرئة الدعم السريع من كل تلك الجرائم تيم من هذه الأحزاب بقيادة المجرم حمدوك فى مقابل قبضوه كثمن لخياتهم وعمالتهم …

باستصحاب كل هذا السجل الاجرامى لأحزاب قحت وتقدم ودورها القذر والموثق فى هذه الحرب المدمرة تتعمد هذه الأحزاب ودون أن تستحى فى التشكيك فى تفويض قوات الشعب المسلحة الذى تم إثباته بالأدلة الدامغة كما أشرنا لذلك فى بداية هذا المقال وليس هذا الكذب والتدليس وتبخيس الناس اشياءهم بمستغرب على هذه الاحزاب طالما أنها قد تخصصت فى رمى الآخرين بدائها وتنسل….

فى ظل سكرتها وتغيبها القسرى لوعيها تناست هذه الأحزاب أن تبحث عن شرعية تفويضها الشعبى المفقودة ليست جزئيا بل معدومة لأنها وكما تؤكد ممارساتها والشواهد والشهود الاحياء منهم والاموات أن هذه الأحزاب القائمة على أساس القداسة للاشخاص وليس السياسة ولا تمارس الديمقراطية فى اختيار قياداتها وتعتمد اعتمادا كليا على ملك الموت فى تغير كل واحد من تلك القيادات بمنحه تأشيرة خروج من غير عودة لهذه الفانية لكى يتسنى توريث أحد أبناء أو بنات المتوفى ملك والدهم العضوض بكل اسراره وعلاقاته المشبوهة والعميلة على المستويين الداخلى والخارجى …

وحتى الديمقراطية التى اضاعتها هذه الأحزاب ولطمت على فقدانها الخدود وشقت الجيوب وتحالفت مع شيطان الدعم السريع من أجل كراسى سلطتها وتتسول الان وتستجدى كافليها بالخارج لاستعادتها فإن التاريخ الذى لا يزال شهوده احياء فهم على ثقة أنه لو سؤلت الديمقراطية الموؤدة عن من قام بوادها وقتلها حتما ستقول وباطمئنان شديد أن أول من وادها ودفنها حية هو حزب الأمة فى عملية تسليم وتسلم قام بها رئيس الوزراء عن حزب الامة عبد الله بك خليل مع قائد الجيش آنذاك الفريق ابراهيم عبود…

ووادها ثانيا الحزب الشيوعى عبر تحرك ضباطه الاحرار فى الجيش ومشاركتهم فى انقلاب نميرى فى عام١٩٦٩ ….

ووادها ثالثا حزب الجبهة الإسلامية فى انقلابهم بقيادة عمر حسن البشير فى العام ١٩٨٩. …

وخلاصة الأمر أن تفويض قوات الشعب المسلحة تفويضا ممهور بالدماء… وتفويض الاحزاب الخائنة قد سرقه الأجداد والابناء….

وقوموا إلى معركة كرامتكم ينصركم الله…

ونلتقى فى مقال قادم بحول الله وقوته ….

دكتور عباس طه حمزة صبير

جامعة الخرطوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!