مقالات الرأي
أخر الأخبار

وإذا الجزيرةُ سُئِلٓت 2 ( شاهد عيان ) ( ما قبل السقوط ) ديسمبر2023  ✍️علي الفاتح الزبير

إمتدادا” للمقال السابق>>>>>>>>

 

كنتُ حينها بقرية (*أبوفروع*) التي تبعد7كيلومترات من مركز مدينة الحصاحيصا،، التي قٓدِمتُ إليها من مدينة الدويم ولاية النيل الأبيض عبر طريق الأعوج>24القرشي>المناقل>مدينة ود مدني>ثم الحصاحيصا..

على الطريق الذي يمتد لما يقرب ال250كيلو متر،، وعلى طولِ هذا الطريق الممتد من الغرب للشرق والاتجاه جنوباً للوصول للحصاحيصا،، تيقنتُ بأن دخول (*الجنجا*) لولايةِ الجزيرة،من هذا الاتجاه وعدة اتجاهات ساوردها تباعا”،، ، أمرا” صعب المنال،، ويكاد يكون من *المستحيلات*

وذلك بسبب وقوع المدن الكبرى غرب نهر النيل الازرق و طبيعة المنطقة الجغرافية

ومتغيراتها،، وإنتشار الكنالات والترع الرئيسة والفرعية،، وإنتشار القوات الامنية ونقاط التفتيش،، والتدقيق في الاوراق الثبوتية واوراق ومستندات البضائع والمنقولات،، وتقريبا” كل شهر لمره او مرتين استخدم هذا الطريق للوصول إلى وجهتي المفترضة آنفا”…

 

وزِد على ذلك،، طريق الشرق،، من *جسر رفاعه الحصاحيصا*،، حتى مدينة الهلاليه،،(*تجربتي*) والذي كذلك كان متشبعا” بالوجود الامني كلما إتجهت جنوبا” او شمالا”..

 

وكما هو الحال،، في طريق الخرطوم مدني المُسمى ب(*شارع مدني*)،،، وقد إستخدمتهُ في تلك الاوقات التي سبقت سقوط الجزيرة ،، حتى منطقة(*اب عشر*)،،، فكل الإجراءآت التي إتخذتها القوات الامنية وولاية الجزيرة،، في تلك الازمنة،، تُنبئ بإستقرار الوضع لدرجة أن إدارة المرور خارج وداخل المدن تستقطع إيصالات المخالفات المرورية لمستغلي تلك الطرق،، ولا تنفع معهم محاولات الإستجداء بتقدير الظروف بسبب النزوح وتوقف مصادر الرزق في حال إنتهاء أجل الترخيص،،، وكنتُ انا احد أولئكٓ الذين

أودعوا مبالغ الغرامات في خزينة الدولة… رغما” عن الظروف شديدة القسوة،، التي كنا نجابهها…ولو كنتُ ادركُ طريقا” للإفلات لأتبعتهُ أنا وكل الذين يشابهون حالتي،، وأستددلتُ بهذهِ المواقف لأبين بأنك مهما أوتيت من تفكير وخبرة في تغيير مسارك للدخول والخروج والتنقل داخل ولاية الجزيرة

بغير تلك الطرق المعهوده.لا تستطيع،، . حتى مواطني ولاية الجزيرة لا يستطيعون إستخدام طرق بديلة،لانه لا توجد طرق بديله،، ،فكانت بذلك وحسب فهمنا وإن كان محدودا” (*عسكرياًَ*) فإن ولاية الجزيرة بطبيعتها تلك وبتواجد عسكري وإن كان محدودا” ونوعياً

كان بإستطاعتهِ ان يهزِم المئات من الآلاف من الجيوش الغازية،،من أمثال متمردي الدعم السريع،، ومن الممكن أن تكون ولاية الجزيرة مقبرتهم الجماعية،، وبالتأكيد في حال حدوث ذلك(كما كُنا نتوقع) كانت تلك نهايتهم وهزيمتهم التاريخية

التي كان سيُخلدها التاريخ.. وليس هنالك ادنى شك،، تجاهي،، او تجاه إي مواطن مقيم،، او وافد.. في هذا الامر..

 

وإذا ما سألت عن حركة الناس والحياه والتجارة فإنها كانت تسير بصورة إعتيادية،،،وكثير ممن نزحوا أمثالنا،، تعودوا على الوضع الجديد،، فمنهم من نقل جزء من بضائعه وبدأ مشروعه في إحدى مدن ولاية الجزيرةُ ،، ومنهم من أنشأ واستحدث وسائل ومهن لم يكن يعتادها قبل ذلك في سبيل توفير لقمة العيش الحلال لمن يعولهم..

 

ومنهم كذلك من انشأ إستثمارات بمئات الملايين كمشروعات الإعمار والبناء والمطاعم والخدمات كمحطات الوقود ومغاسل السيارات والمطاعم الفاخرة.. وغيرها من المشاريع التي إطمأنٓ اصحابها لمستقبل الايام داخل ولاية الجزيرةُ من كل النواحي،،حتى أصحاب العقارات إنتعشت أحوالهم،، وأمتلأت خزائنهم(اللهم لا حسد) من عوائد الايجار للشهور التي سبقت السقوط المُحزِن والغير متوقع،،وتجار الجملة والتجزئة كذلك،، كما انها كانت،، ملاذاً آمناً لنازحي الخرطوم وكردفان ودارفور وارضاً خصبة لنمو وتمدد الطموحات في الإستقرار والسكن والعمل،، وألفوا وأستألفوا واقعهم الجديد،، بكلِ رضاء وإحتساب لما فقدوهُ في سابقِ الأيام،، َ..

 

وولاية الجزيرة وانا *شاهد عيان*

على ذلك،، لم تكن مجرد محطة،، للكثيرين منا،، بل كانت شمعة ً مضيئة

في ظلمةِ هذهِ الحرب اللعينه..وبديلا” للإستيطان داخل الوطن..

والجدير بالذكر،، ان شبابنا،، ذكوراً وإناثا،، من أهلنا بقرية(*ابوفروع*)

في تلك الاثناء كُنتُ اراهم،، بحالٍ غير حالهم،، ما قبل ديسمبر2023 كنت أجدهم،، مهمومين،،

واضعين،، اكُفٓهم على خُدودِهم،، كأن مصائب الدنيا على رؤوسِهم،، وحينما أسألهم:ما بكم؟؟؟؟؟

إجابتهم كانت واحده وهم اشتاتاًِ:

(*نعمل شنو في البلاء ال جاي علينا دا؟؟؟*)..

وذلك قبل السقوط بإيام قلائل..

فكنتُ أُطمئنهم وأطمئن نفسي،، أن ليست هناك ادنى إحتمال لدخول المتمردين لولاية الجزيرة.. لانها عصية عليهم،، وانها محمية،،، بنيلها،،، وارضها،،، وجيشها،، ودعوات الصالحين..

 

 

*ولكن ماذا حدث*؟؟؟

 

 

يتبع>>>>>بإذن الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى