مقالات الرأي
أخر الأخبار

نداء الوطن من اجل الوحدة والسلام والاستقرار ✍️ البروفسيور : فكري كباشي الامين العربي

النداء العاجل الى كافة ابناء الوطن الشرفاء الانقياء والاتقياء بأن يشمروا سواعدهم من أجل المشاركة الفعالة في مسيرة إعادة البناء ولاحياة مع اليأس ، ورغم الجراحات والآلام والتي خلفتها هذة الحرب اللعينة من سفك للدماء واذهاق للاروح وإهدار للموارد ، إلا انها تمثل تجربة ينبغي الخروج منها بكثير من الدروس والعبر ، ومن اهم أحد مخرجات هذه الحرب اللعينة، أثبتت أهمية التوافق لحكم البلاد دون إستثناء او إقصاء ، ولن تستطيع جهة او اثنية او ايدلوجية الاستفراد بالسيطرة ، لابد من الإشارة بأنه لا زال هناك أمل في استقامة الأمور وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح ، كما أعتقد ان أهم الدروس المستفادة من هذه الحرب اللعينة وما خلفتة من دمار مادي ونفسي أهمية الإتفاق بين جموع الشعب السوداني إلى الالتفات إلى بناء الدولة الحديثة القائمة على اسسس الحرية والسلام والعدالة والشفافية والتميز الإيجابي والتخطيط الإستراتيجي القومي الشامل المستند على البحث العلمي بالاستفادة القصوى من الموارد المادية والبشرية المتاحة دون التعويل على الخارج ووعود المجتمع الدولي ووكلاؤه بالداخل والذين هربوا عند إنطلاق أول رصاصة ، وتركوا الشعب ليواجة مصيرة المحتوم وتجرع ويلات الحرب ومرارتها واتخذوا موقف المتفرج على المآسي ، وكذلك أعتقد وحسب ما أرى ان هذا ما أجمعت علية كل القوى الوطنية الحية والشرفاء من ابناء السودان والذين ظلوا مرابطين في أحلك الظروف ، باعتبار أن هذة الازمة والتي اختتمت بالحرب اللعينة سوف تكون آخر محطات الفشل والذي لازمنا منذ فجر الاستقلال في اول يناير ١٩٥٦م ، ويا ايها الشرفاء الوطنين ان مستقبل دولة السودان بين ايديكم ، وإذا كان إعلان الاستقلال في العام ١٩٥٦م من داخل البرلمان ثورة أكتوبر المجيدة ١٩٦٤م ، وانتفاضة مارس_ أبريل عام ١٩٨٥م ، وثورة ديسمبر ١٩١٩م ، كل هذه الأحداث الكبرى والتي تحققت بتضافر وإجماع غالبية الشعب السوداني بمختلف اثنياتهم وعرقياتهم ومختلف توجهاتهم السياسية ومناطقهم الجغرافية ، الا انها لم يتبلور عنها مشروع قومي يلتف حوله كل جماهير الشعب السوداني ، وكانت النتيجة الباينة والواضحة لكل ذي عقل صراعات غير موضوعية بين الكيانات السياسية من فجر الاستقلال الى يومنا هذا وفي كل حقبة تزداد ضراوة وقسوة وامتدت الى عقود وسنوات وفي الختام تمخضت عنها هذة الحرب اللعينة كتتويج لقمة الفشل في بناء دولة حديثة قائمة على مبادي الحرية والعدل والمساواة والشفافية والتميز الايجابي ومعايير تقدم للقيادة تستند على الكفاءة والجدارة الاكاديمية والمهنية والاستقامة والخلق القويم ، وايضا اعتقد ان احد اهم مخرجات هذة الحرب اللعينة وبعد ان بلغ السيل الذبى انها كشفت خارطة الطريق للعقلاء والحادبين على المصلحة العامة من الشرفاء والوطنين المتجردين من الاجندة الخاصة داخليا وخارجيا ان الذي ينقص الشعب السوداني في هذه المرحلة توحيد الجبهة الداخلية على قيم و مباديء وثوابت تمثل القاسم المشترك بين جميع مكونات المجتمع بمختلف منطلقاتهم الفكرية واثنياتهم ومعتقداتهم ومناطقهم الجغرافية. كما ان أهم مباديء الديمقراطية تقتضي الإعتراف بالآخر وقبول النقد الموضوعي البناء والإجماع على أن أسلوب الحوار الحر المباشر يمثل الوسيلة الناجعة الى حل كافة الخلافات ، واعيد واكرر ما ذكرته من قبل في اكثر من مناسبة ان التطور المفاجيء للأحداث في السودان والترقب لمالاتها بعد اندلاع هذه الحرب اللعينة وتداعياتها المتمثلة في الحراك الجاري الان من اجل المستقبل الواعد يمثل إختبار حقيقي لحكمة ورشد القوى السياسية الفاعلة في السودان بشقيها العسكري والمدني لمعرفة واختبار مدى قدرتها بإدارة الصراع السياسي والعبور بالفترة الانتقالية القادمة إلى البر والحفاظ على كيان دولة السودان من التشظي والتشرزم ، واخيرا أعتقد أن أحد أهم مخرجات هذه الحرب اللعينة، توجيه رسالة للقيادات السياسية الذين فشلوا في تحقيق الأمن والاستقرار والذين نضب معينهم من ايجاد مخرج توافقي ، وينبغي عليهم أن يفسحوا الطريق لغيرهم لطرح رؤاهم والتداول حول الاراء والافكار والطرح الموضوعي بحرية تامه وشفافية بدلا من التركيز على الأشخاص ، ويجب أن تدرك القوى السياسية في مرحلة ما بعد الحرب من يمثل الشعب فقط من لديه خطط وبرامج ومشاريع ورؤية واضحة لاستشراف المستقبل .

١٠ ابريل ٢٠٢٤م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!