مقالات الرأي
أخر الأخبار

رحلة عبر تقرير معهد رويترز 2024، استكشاف اتجاهات وتوقعات الصحافة والإعلام والتكنولوجيا – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

يُمثل تقرير معهد رويترز لعام 2024 حول اتجاهات وتوقعات الصحافة والإعلام والتكنولوجيا بوصلةً ضرورية لفهم مسار صناعة الإعلام في خضم التحولات الرقمية المتسارعة. ويُقدم التقرير، المستمد من آراء 314 من كبار قادة الإعلام في 56 دولة، تحليلًا معمقًا للتحديات والفرص التي تُشكل مستقبل هذا المجال الحيوي.

يُسلط التقرير الضوء على الذكاء الاصطناعي كعامل مُغير قواعد اللعبة، حيث من المتوقع أن يُحدث ثورة في مختلف مهام صناعة الصحافة، بدءًا من جمع الأخبار وكتابة المقالات وصولًا إلى تحرير المحتوى.

يُتيح الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية، إلا أنه يُثير مخاوف جدية تتعلق بدقة المعلومات و تحيز المحتوى، ناهيك عن فقدان الوظائف مع أتمتة العديد من المهام التي كان يُؤديها الصحفيون تقليديًا.

يُشير التقرير إلى استمرار انخفاض الثقة في وسائل الإعلام، حيث عبّر أقل من نصف المشاركين في الاستبيان عن ثقتهم في مستقبل مهنة الصحافة. وتعود جذور هذه الأزمة إلى انتشار المعلومات المضللة والتغطية المتحيزة، بالإضافة إلى التحديات المالية التي تُواجهها المؤسسات الإعلامية.

يُحفز تراجع إيرادات الإعلانات التقليدية وتضاؤل مبيعات الصحف المطبوعة الناشرين على البحث عن نماذج أعمال مبتكرة لضمان استدامتها في هذا العصر الرقمي، وتشمل بعض الاستراتيجيات المُستكشفة الاشتراكات الرقمية و الفعاليات الحية و التجارة الإلكترونية، ويُقدم الذكاء الاصطناعي أيضًا حلولاً واعدة لتعزيز كفاءة العمليات وخفض التكاليف، ممّا قد يُساهم في تحسين هامش الربح.

يُؤكد التقرير على ازدياد أهمية الفيديو كوسيلة رئيسية لاستهلاك الأخبار، خاصةً بين الشباب.

ويُدرك الناشرون هذه الحقيقة، ممّا يدفعهم إلى الاستثمار بكثافة في محتوى الفيديو لجذب الجماهير، مع التركيز على تنسيقات جذابة مثل الفيديوهات القصيرة و البث المباشر.

يُمثل انتشار المعلومات المضللة هاجسًا كبيرًا للصحفيين ومنظمات الإعلام، حيث يُهدد مصداقية المهنة ويُقوض الثقة في المؤسسات، فيُقدم التقرير لمحة عن الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، والتي تشمل استخدام تقنيات التحقق من الحقائق و الذكاء الاصطناعي لتحديد المعلومات المُضللة وتصحيحها.

يُشدد التقرير على ضرورة تعزيز التنوع والشمول في غرف الأخبار، حيث يُطالب الصحفيون ومنظمات الإعلام بتقديم تغطية إعلامية أكثر تمثيلاً لمختلف المجتمعات، يُساهم ذلك في كسر قيود النمطية وتقديم وجهات نظر متنوعة، ممّا يُثري المحتوى ويُعزز صلته بجمهور عريض.

على الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها، يُظهر تقرير معهد رويتر بعض التفاؤل بشأن مستقبل الصحافة، فمع تزايد احتياج الناس إلى معلومات موثوقة وعالية الجودة في عصر مليء بالضبابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى