كنت اغالب فكرة” كثير ماقدت نتائجها إلي حالة„ من الفصام السياسي.. كان ذاك وقت مضي غير الآن، ولما تسربل الجميع بلباس الحرب وردائها، سيطرت عليهم ذات الأفكار.. فقادت العقل الجمعي الأناني إلي حالة الفصام السياسي.. وذلك حينما إرتكزت فكرة الحرب وصدرت آيديولوجياها داخل قنينة العقل المركزي القبلي.
تمظهر هذا الفصام السياسي في محاولات مستميتة للغرب الإجتماعي من فرض نفوذه العسكري المفضي للسلطة وإزاحة الشمال الإجتماعي. بينما يظل الشمال الإجتماعي يقاتل من احل الحفاظ علي إرث في السلطة كرست له جهوية سياسية باكرة من تاريخ السودان ومرغت عباءته بطين البحر اللازب. هنا تتباين الأطروحات والقيم، التي تكتنف عمليات السلام، تتباين من خلال طرح لأسئلة ذات دلالات وحتميات تاريخية يؤمن بها المجتمعان..
هل الجنوح الي السلم يعتبر هزيمة لما يتبناه اي طرف من الحفاظ علي المركزية القبلية التي تسيطر علي خياله السياسي؟.
هذه العمليات لحالات فصام سياسي كبير، ضاعت معها خارطة الوطن وتضاريسه في الوجدان القومي الوطني الجمعي لشعب السودان.