مقالات الرأي
أخر الأخبار

الهواتف الذكية لمن هم دون سن السادسة عشرة؟ – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

شهد العالم ثورة تقنية هائلة خلال العقد الماضي، وكان من أهم نتائجها انتشار الهواتف الذكية بشكل واسع، وبينما توفر هذه الهواتف فرصًا رائعة للتعلم والتواصل والترفيه، إلا أن استخدامها من قبل الأطفال دون سن السادسة عشرة يثير جدلاً واسعًا حول فوائده ومخاطره.

يدرس حاليا وزراء بريطانيون، حظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عامًا بعد أن أظهر عدد من استطلاعات الرأي دعمًا شعبيًا كبيرًا لمثل هذا الحظر، وتقوم البريطانية إستير جي، والدة بريانا البالغة من العمر 16 عامًا، والتي قُتلت العام الماضي، بحملة من أجل وضع حد أقصى لسن استخدام الهاتف الذكي وضوابط أكثر صرامة على الوصول إلى تطبيقات الوسائط الاجتماعية، إذ صرحت في شهر فبراير الماضي: «نود إصدار قانون بحيث تكون هناك هواتف محمولة مناسبة فقط لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا… لذلك إذا كان عمرك أكثر من 16 عامًا، فيمكنك الحصول على هاتف للبالغين، ولكن بعد ذلك تحت سن 16 عامًا، يمكنك الحصول على هاتف للأطفال، والذي لن يحتوي على جميع تطبيقات الوسائط الاجتماعية الموجودة الآن

لحصول الاطفال على هواتف ذكية فوائد ومنها التعليم، حيث تُعدّ الهواتف الذكية بوابة واسعة للمعرفة، ويمكن للأطفال الوصول إلى كم هائل من المعلومات والكتب والمواد التعليمية، كما أنها تسهل التواصل مع العائلة والأصدقاء، وتُساعد على بناء العلاقات الاجتماعية وتُقدم الهواتف الذكية العديد من الألعاب والتطبيقات الترفيهية التي تُساعد على تنمية مهارات الأطفال.

ومن مخاطرها الإدمان، فيُمكن أن يُصبح استخدام الهاتف الذكي إدمانًا يُؤثر على تركيز الأطفال في الدراسة والنوم والعلاقات الاجتماعية، بجانب المحتوى غير اللائق فيُمكن للأطفال الوصول إلى محتوى غير لائق على الإنترنت، مثل العنف أو المواد الإباحية، مما يُؤثر على سلوكهم ونظرتهم للحياة، بجانب التنمر الإلكتروني ويُمكن أن يتعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني من خلال الهواتف الذكية، مما يُؤثر على صحتهم النفسية.

ويرى التربويون بأن من الحلول في ذلك، الرقابة الأبوية، فيجب على الآباء مراقبة استخدام أطفالهم للهواتف الذكية، وتحديد وقت محدد لاستخدامها، بجانب التوعية بمخاطر استخدام الهواتف الذكية، وكيفية استخدامها بشكل آمن، مع ضرورة توفير بدائل صحية لاستخدام الهاتف الذكي، مثل ممارسة الرياضة أو القراءة أو اللعب أو خلق نشاطات مجتمعية.

إنّ الهواتف الذكية أدوات قوية يُمكن أن تُفيد الأطفال بشكل كبير، ولكن يجب استخدامها بمسؤولية ووعي، ويجب على الآباء تقييم احتياجات أطفالهم قبل شراء هاتف ذكي لهم، ومراعاة سنهم ونضجهم عند تحديد نوع الهاتف والتطبيقات التي يُمكنهم استخدامها.

اذكر انني استخدم لحفيدتي (روز) تطبيقات خاصة بالأطفال لكنني أشعر أحيانا بأن هذه التطبيقات وضعت لمجتمعات وثقافات تختلف عنا ويجب الاهتمام وتكثيف الجهد لإنشاء تطبيقات للاطفال تحترم خصوصية وثقافات مجتمعاتنا وتغرس قيم وأخلاقيات الأجداد والآباء مع توافق تام بضرورة مسايرة العصر والتسارع التقني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى