مقالات الرأي
Trending

حصار مدينة الفاشر، جريمة حرب تستوجب المساءلة – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

تشهد مدينة الفاشر كارثة إنسانية مروعة نتجت عن حصار قاسٍ فرضته مليشيات مسلحة تابعة للدعم السريع. يُعدّ هذا الحصار، الذي يُعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال تجويعهم وحرمانهم من حق الحياة، انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وجريمة حرب تستوجب المساءلة.

 

تفاصيل الجريمة تمثل في الحصار الخانق الذي فرضته المليشيات المسلحة على مدينة الفاشر لأكثر من شهرين، عازلةً المدينة عن محيطها وناصبةً حواجز تمنع دخول وخروج المدنيين والمساعدات الإنسانية، فأدى الحصار إلى شحّ المواد الغذائية والأدوية والوقود، مما تسبب في ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. كما انقطع التيار الكهربائي وانعدامت خدمات المياه والصرف الصحي، مما فاقم من معاناة المدنيين.

تعرضت المدينة لقصف عشوائي من قبل المليشيات، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين، وتدمير المنازل والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، ولم تسلم معسكرات النازحين من القصف والهجمات، مما دفع بالآلاف إلى النزوح مرة أخرى بحثًا عن الأمان، ولجأت المليشيات إلى تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة للقتال في صفوفها، مما يُعدّ انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل واتفاقيات جنيف.

 

تمثلت الآثار الكارثية في خلق أزمة إنسانية، فيواجه المدنيون في الفاشر أزمة إنسانية خانقة، حيث يعانون من سوء التغذية والأمراض ونقص الرعاية الصحية، فاضطر الآلاف من المدنيين إلى النزوح من المدينة بحثًا عن الأمان، مما فاقم من أزمة النزوح في الإقليم، ويعيش المدنيون في الفاشر في خوف ورعب دائم من جراء القصف العشوائي والهجمات المسلحة.

 

نحن كاعلاميين مطلوب منا تحميل لمسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة على عاتق المليشيات المسلحة، التي انتهكت القانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان بأبشع شكل، ومطالبة بمحاسبة الجناة، فيجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حاسمة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وضمان عدم إفلاتها من العقاب، ويجب على المجتمع الدولي الضغط على المليشيات لرفع الحصار فورًا عن مدينة الفاشر، وإدخال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة المدنيين، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لحماية المدنيين في دارفور من بطش المليشيات والجماعات المسلحة، وضمان سلامتهم وأمنهم.

 

ما يحدث في الفاشر ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو جريمة حرب تستوجب تدخلًا دوليًا عاجلاً. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويضع حدًا لهذه الجرائم البشعة، ويضمن محاسبة المسؤولين عنها، وتحقيق العدالة للضحايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام