مقالات الرأي
أخر الأخبار

العيش معًا في سلام، رحلة ضرورية نحو مستقبل أفضل للسودان – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

يُطلّ علينا اليوم العالمي للعيش معًا في سلام، الموافق السادس عشر من مايو، حاملاً معه رسالة إنسانية سامية تدعو إلى نبذ العنف والانقسامات، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين جميع الشعوب.

ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في السودان حاملاً معه رمزية خاصة، حيث يمرّ هذا البلد الشقيق بمرحلةٍ حرجةٍ من تاريخه، يواجه فيها تحدياتٍ جمةً تتمثل في حرب وتمرد وانتهاكات وتشريد ونزوح بجانب إشكاليات وتحديات طويلة الأمد.

فما هو السلام الذي ننشدُه في السودان؟

السلام ليس مجرد غيابٍ للحرب، بل هو حالةٌ من الاستقرار والأمان والوئام، السلام هو احترامٌ للحقوق والحريات، السلام هو تعايشٌ بين مختلف مكونات المجتمع اختلافاتهم الثقافية والدينية، السلام هو حوارٌ بناءٌ لحلّ الخلافات.

السلام هو عدلٌ اجتماعيٌ يُحققُ الرفاهية للجميع، السلام هو تنميةٌ مستدامةٌ تُؤسسُ لمستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.

ولكن كيف نصلُ إلى هذا السلام المنشود؟، إنّ مسؤولية تحقيق السلام تقعُ على عاتق الجميع، حكومةً وشعباً.

فعلى الحكومة، العملُ على إرساءِ دعائم الديمقراطية واحترامِ حقوق الإنسان، السعيُ لحلّ الخلافاتِ بطرقٍ سلميةٍ من خلالِ الحوار والمفاوضات، محاربةُ الفسادِ وتعزيزُ مبادئِ الشفافيةِ والمساءلة، العملُ على تحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ وتحسينِ مستوى معيشةِ المواطنين.

وعلى المواطن، التخلي عن خطابِ الكراهيةِ والعنف، ونشرُ ثقافةِ التسامحِ والقبولِ بالآخر، والمشاركةُ الفاعلةُ في بناءِ السلامِ من خلالِ العملِ المجتمعي، ودعمُ مبادراتِ المصالحةِ الوطنية.

إنّ رحلةَ العيشِ معًا في سلامٍ في السودان رحلةٌ طويلةٌ وشاقةٌ، لكنها ليست مستحيلةً، مع الإرادةِ والعزيمةِ والتعاونِ بين الجميع، يمكننا تجاوزَ التحدياتِ وبناءَ مستقبلٍ أفضلٍ لأجيالنا القادمة.

فلنجعلْ من هذا اليومِ فرصةً للتغيير، ولنبدأْ ببناءِ سلامٍ دائمٍ في السودان، وحفظ الله السودان وشعبه من كلّ سوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى