مقالات الرأي
أخر الأخبار

أهمية الطب كمهنة انسانيةفي السودان – بروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي

كتبت هذا المقال قبل عامين وما دفعني لإعادة نشرة الدور الكبير الذي قامت به قبيلة الاطباء السودانين اثناء هذه الحرب اللعينة بمختلف اثنياتهم وتوجهاتهم من توفير الخدمات الصحية والعناية الطبية والاستشارات تحت ظروف استثنائية مع انعدام تام لكافة المعينات ، وكما ذكرت أن المناسبة كانت تخرج الابن محمد حيث سعدت كثيرا بالمشاركة في جلسة مجلس الاساتذه رقم (118) حيث كانت من اهم فعالياته تخريج الدفعة (18) من كلية الطب , وتاتي الخصوصية من خلال النجاحات الكبيرة التي حققتها الكلية برغم الظروف الغير مواتية والتي مرت بها البلاد وعدم الاستقرار وكذلك تداعيات انتشار جائحة الكرونا 19 مما أدى الى الاغلاق المتكرر للجامعة , وبرغم هذه التحديات الماثلة استطاع أعضاء هيئة التدريس والكوادر المساعدة وبمساعدة الخريجين من الكلية تمكنوا من النجاج في تخريج هذه الدفعة الامر الذي دفع المجلس بكامل عضويته في تسجيل صوت اشادة مستحق للقائمين على امر كلية الطب , ولذلك من خلال هذه المقالة اردت الاثناء على مجهود اسرة كلية طب جامعة النيلين بالإضافة الى توجيه رسالة لابنائي وبناتي الأطباء الخريجين في مقبل حياتهم العملية .

يعتبر الطب مهنة إنسانية وهي من المهن التي تحتل مكانة عالية في المجتمع وذلك لمكانتها وفوائدها وما تجلبة لممارسها من احترام اجتماعي وقبول كبير بين الناس يجعلهم ينظرون الى هذا المسمى الوظييفي باعجاب وفخر , ويشجع الكثيرين ابناؤهم على يدرسوا هذه المهنة , كما ان الطب من اكثر المهن نموا وتطورا وتحتاج الى حشد كبير من العلم والمعرفة الطبية , وهي مهنة لها تاريخ عريق ينحني الجميع احتراما له وللاطباء الأوائل الذين كان لهم الفضل الأكبر في اكتشاف الامراض ومداواة المرضى رغم ان ادواتهم في ذلك الوقت كانت بدائية , ورغم ذلك برع الأطباء منذ القدم في الجراجة ومداوة الجروح ومختلف الامراض المستعصية , وتمكنوا من وضع قوانين عديدة في الطب فيما يخص علاج الامراض السارية والمعدية , واكتشفوا عدة تقنيات تساعدهم في العلاج , ومن اشهر الأطباء القدماء الذي سار على نهجهم أطباء كثر منذ القدم الطبيب اليوناني ابقراط , ولعل الأطباء المسلمين من أوائل الأطباء الذين تركوا بصمة رائعة في عالم الطب أمثال ابن سيناء والرزي والكندي والطبري والزهاوي , وتطورت مهنة الطب بتطور الحضارات والبلدان ليس فقط في اكتشاف الامراض وتشخيصها واختراع ادوية لها , بل كذلك في تطوير أدوات الطب والجراحة والأدوات اللازمة في الكشف على المرضى بداء من المشرط وأدوات الجراجة مرورا بخيوط الجراحة وسماعة الطبيب انتهاء بإدخال التكنولجيا في أجهزة التشيخص في الاشعة والموجات والصوتية والأجهزة الاخرى وأخيرا استخدام الربورت في القيام باجراء العمليات وكذلك القيام ببعض مهام التمريض وانتهاء بتقنيات عديدة لا حصر لها .

ولذلك أردت توجيه رسالة لابنائي وبناتي الأطباء الخريجين في مقبل حياتهم العملية وكذلك لاولياء امورهم واسرهم والتي تتمثل في مجموعة من الحقائق التي ينبغي التركيز عليها وتحدد مدى خصوصية مهنة الطب وساحول ايجازها كتوصية للابن محمد وزملاؤه فيما يلي:

1. ان مهنة الطبيب مجبولة بالعزيمة والإرادة والصبر والقدرة الكبيرة على منح الوقت للاخرين دون كل او ملل , فهي من اكثر المهن الملهمة في حياة الناس ذلك انها تعلمهم معني العطاء في ابهى صورة , ولذلك فانها مهنة ملهمة للاخلاق ذلك ان الطبيب يبهر الاخرين بقدرته على العطاء والتفاني والتواضع والرغبة الحقيقية في مساعدة غيره , ولذلك ينبغي على الطبيب ان يمتلك قدرة رائعة على ربط الاعراض ببعضها البعض ليعرف ما الدواء المناسب وفي الوقت نفسه يجب ان يكون دقيقا وذو تركيز فائق ويقظة وسرعة بديهة ويملك قوة قلب كبيرة تجعل منه جراحا ماهرا يعرف موضع الألم فيتدخل بمشرطه الجراجي ليزيلة .

2. ينبغي على الطبيب ان يكون جاهزا لاي طاريء في أي وقت فهو لا يستطيع كما أصحاب المهن الأخرى الاعتذار عن تادية الخدمة للناس في أوقات فراغه حيث لا يتمتع الطبيب بهذه الرفاهية وتحتم عليه مهنة الطب ان يكون من الأشخاص الذين يستعدون لخدمة الاخرين وعلاجهم والقيام بواجبه في كل وقت حتى وان لم يكن على راس العمل ويدفعة في ذلك ضميرة الأخلاقي الذي يجب ان يكون تبلور خلال سنينة لدراسة الطب.

3. يجب على الطبيب مها بلغ مبلغا من العلم والترقي الاكاديمي والمهني لا يتواني لحظة واحدة على ان يستزيد من العلم والمعرفة بمقابل ان يعطي مرضاه التشخيص الصحيح، فالطب من المهن التي لا يتوقف التجديد فيها , كل يوم يشهد عالم الطب اكتشافا جديدا وطرق حديثة في العلاج والذي تطلب من الطبيب المواكبة المستمرة.

4. ان مهنة الطب ليس لها سن تقاعدي كبقية المهن فالطبيب يظل يعالج الناس طالما كان قادرا على ذلك.

5. نظرا لما يجدة الطبيب من احترام اجتماعي وقبول كبير بين الناس والنظر الى هذا المسمى الوظييفي باعجاب وفخر, هذه النظرة تحتم على الطبيب السلوك القويم كنموذج وغدوة في المجتمع, وينبغي عليه الالتزام بالمحافظة على هذه المكانة السامية في سكونه وحركتة وكذلك في مظهره العام وتفاعله مع جمهور مجتمعة الذي يعيش فيه.

وأخيرا تمنياتي الخالصة لابنائي الأطباء الخريجين بالتوفيق في أداء رسالتهم الإنسانية وعليهم ان يضعوا نصب اعينهم ان جميع افراد الشعب السوداني في أمس الحوجة لمجهودهم ومساهمتهم في التخيف من اسقامهم ، ذلك ان التحدي الكبير الذي سيواجهه الشعب السوداني الصابر الصامد بعد إنتهاء هذه الحرب اللعينة والذي ينبغي التحسب له منذ الآن يتمثل في الاعتناء بصحة البيئة بالمناطق التي هي مسرح للعمليات العسكرية الجاريه والتي قد يترتب عليها من تفشي أمراض لم تكن مألوفة من قبل وما قد يؤدي إلى حصاد من أرواح المواطنين يفوق تلك التي فقدت أثناء القتال إذا لم يتم التحوط منذ مدة مبكرة .

بروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي

مايو ٢٠٢٢م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!