هل يصح ان يدار المجلس الطبى السودانى افتراضيا ..؟! #البعد_الاخر ✍️ مصعب بريــر
» تواصل معى العديد من الزملاء الاطباء ، اطباء الاسنان و الصيادلة حول عمود #البعد_الاخر (المجلس الطبى السودانى .. الخدمة غير متاحة حاليا) ، ابدوا شكرهم وتقديرهم لعكس هذه القضية المهمة ، وعكسوا حجم المعاناة الرهيبة التى يكابدونها دون جدوى للوصول للخدمات المهنية للمجلس الطبى السودانى التى يحتاجونها الان وبشدة ..
» و لكن ما لفت انتباهى هو ايميلات ثلاثة من اساتذة كليات الطب والصيدلة بالجامعات السودانية ، مما دفعنى لكتابة هذا المقال استكمالا لتوثيق حجم الخطل الماحق الذى يكابده الوطن جراء المجاملة فى قضايا الطب و الصحة التى لا تقبل المجاملات أو تدبيجات مقالات حارقى البخور ، فالمجلس الطبى السودانى يعد محور ارتكاز مهم فى بناء النظام الصحى ليس السودانى فحسب بل وكل النظم التى يعمل بها الاطباء ، اطباء الاسنان و الصيادلة السودانين ايضا ..
» يقول هؤلاء البروفيسورات الاجلاء ، هنالك ادوار مهمه للمجلس الطبي لا غنى عنها للنظام الصحى و التعليم العالى بل و يجب ان تكون بحضور ممثل المجلس الطبى شخصيا ، و يضيفون هل تعلم بان امتحان الممارسه السريريه (clerking) النهائي لكل كلية طب لا يتم الا بحضور مندوب من المجلس الطبى السودانى لمراقبة و تنفيذ الامتحان ، و الاطلاع علي الاسئله و اجوبة و اداء الطلاب خلال الامتحان من باب الجوده و الاعتماد ، و كتابة تقرير مفصل عن الامتحان و نتائجه و ملاحاظته بحياد تام !! ياتري كم كلية طب خرجت طلاب خلال هذا العام و حوالي (٨٠٠٠) طالب تخرجوا ، والسؤال المهم هنا ، هل هنالك مناديب من المجلس الطبي حضورا لمراقبة هذه الامتحانات ..؟!
» كذلك فإن اعتماد كليات الطب بعد من صميم عمل المجلس الطبي السودانى ، وب حلول العام القادم يجب ان تخضع كل كليات الطب في السودان للاعتماد علي حسب المعايير العالميه ، و حتي الان لم تخضع كل كليات الطب لاجراءات الاعتماد الا قليل منها بعدد اصابع اليد الواحدة ..؟! كان يفترض ان يكون العام 2023م آخر عام للاعتماد بحيث لا يتم بعدها الاعتراف باى شهادة خريج عالميا لاى كلية طب غير معتمدة ، و لكن تم تمديد هذه المهلة لعدة اسباب ، و بغياب المجلس الطبى السودانى فإن جل كليات الطب السودانية مهددة بعدم الاعتراف و هى كارثة حقيقية حذر هؤلاء البروفيسورات منها و ينبغى الإنتباه لها الان قبل أى وقت مضى ..
» يعمل المجلس الطبى السودانى مرجعية اثبات فنية مهنية بحسب القانون الجنائى و قانون المجلس فى مجال الشكاوى و الاخطاء الطبية ، و ذلك من خلال لجنة الشكاوى بالمجلس ، و هى مهمة لا غنى عنها لحفظ حقوق المرضى و جودة الخدمات الطبية المقدمة لهم ، و بغياب المجلس الطبى السودانى غابت خدمات هذه اللجنة التى لا تقف مهامها فقط على الاطلاع على المستندات ، بل تتعداها لمهام الاستدعاء و التحرى و الاشراف على مواقع ارتكاب جرائم الاخطاء الطبية التى تصل بعضها لموت المرضى أو اصابتهم بعاهات و اعاقات دائمه .. فكيف يتم معالجة شكاوى الاخطاء الطبية الان ..؟!
بعد اخير :
خلاصة القول ، لا يصح ان يدار المجلس الطبى السودانى افتراضيا ، و لا يوجد مبرر ايضا الان لعدم اعادة نشاطه اسوة ببقية المجالس المهنية التى ظلت تعمل بسلاسة و يسر طوال الفترة الماضية ، فإن الاصرار على مجاملة مزاجية د. الخاتم الياس فى ايفاق و اتاحة خدمات المجلس الطبى السودانى التى تجرى حاليا ترقى لمستوى الخيانة الوطنية ، فمن يدفع فاتورة ضياع عمر ابناءنا الاطباء حال وجدوا شهاداتهم التى يحملونها الان لا تسوى ثمن الحبر الذى كتبت به ، لجهة عدم الاعتراف بها لتقاعس مجلس د. الخاتم الياس فى اكمال اشتراطات الاعتراف المعلومة .. و أخيرا ، ان كان متخذى القرار بدولتنا الرشيدة لا يرون كفاءة اخرى غير د. الخاتم الياس وزمرته لقيادة المجلس الطبى السودانى ، فنصيحتى الشخصية لهم بان يحذو حذو وزارة الصحة الاتحادية بتعيين نواب لهم ليمرروا مصالح الاطباء ، اطباء الاسنان و الصيادلة و بقية الادوار الاخرى التى يطلع بها المجلس لحين عودة الورثة الذين لا غنى عنهم ليتنسموا مقاعدهم مرة اخرى مشكورين ماجورين .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (18 مايو 2024م)
