مقالات الرأي
أخر الأخبار

أهمية تطبيق الجامعات وفي إطار المسؤولية المجتمعية للبحث العلمي في مجالات تحقيق التنمية المستدامة بالسودان ✍️ البروفسيور: فكري كباشي الأمين العربي

اهتمت منظمة الأمم المتحدة بالتنمية المستدامة وخصصت لها شعبة وقد بدأت الشعبة برنامجها لوضع مؤشرات التنمية المستدامة في عام 1994. وبالتعاون مع المنظمات الأخرى. وضعت مجموعة أساسية من هذه المؤشرات لاستخدامها على الصعيد الوطني، كما توالى استعراضها وتنقيحها كما تدعم الشعبة الدول في سعيها لإقامة برامجها الوطنية الخاصة بها لتحديد مؤشرات التنمية المستدامة من خلال تنظيم حلقات عمل ومشاريع لبناء القدرات وتساهم الشعبة كذلك في الأعمال المتعلقة بالمؤشرات المحددة للأهداف الإنمائية ومن هذه المؤشرات التي ينبغي على الجامعات ان تساهم فيها بما لديها من إمكانيات وكوادر بشرية من الباحثين والتي ينبغي ان تركز على توجيه البحث العلمي حول العديد من الموضوعات التالية وعلى سبيل المثال :

أ. البحث العلمي في مجال الطاقة: استخدام الطاقة ضرورة لازمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولكنه مرتبط بتأثيرات سالبة منعكسة على البيئة. والطاقة كعنصر أساسي في التنمية وفي حياة البشر بصورة عامة أصبح توفير الطاقة النظيفة والزهيدة التكلفة واحد من أولى مهام القائمين على رفع مستوى المعيشة ومحاربة الفقر وكذلك تخفيض الآثار السالبة الناجمة عن الاستخدام الخاطئ للحصول على الطاقة كالقطع الجائر للغابات بغية الحصول على الأخشاب والفحم النباتي. الذي أضر البيئة بوجهتين مختلفتين. أولا إزالة الغطاء النباتي وتلوث الجو بالغازات. لكن بما ان الطاقة عنصرا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الناس. أصبح التركيز منصب على الطاقة النظيفة والبديلة كالتوليد الكهرومائي والطاقة الشمسية وسرعة الرياح. لذلك التوسع في أبحاث توفير الطاقة النظيفة كواحدة من البدائل الضرورية التي تحقق التنمية المستدامة مع الحفاظ على البيئة. وكذلك خفض نسبة الفقر.

كما أن الطاقة نفسها تعتمد على عناصر مكملة لها تحتاج إلى تركيز الجهد عليها حتى تكتمل تنميتها. كنقل الطاقة من أماكن إنتاجها إلى مواقع الاستهلاك. كما أن أبحاث الطاقة البديلة نفسها تحتاج للدعم وارتفاع مستوى الوعي وإرشاد السكان على معرفة أهمية الطاقة النظيفة والحفاظ على بيئتهم نتيجة لاستخدام الطاقة التقليدية التي تلوث الجو تضر بالتربة وتلوث المياه.

ب. البحث العلمي في مجال حصاد المياه: تعتبر المياه هي أساس الحياة والمياه العذبة النقية الخالية من الشوائب واحدة من الإشكالات التي تواجه عدد كبير من سكان الأرض وخاصة بعد ظاهرة التلوث البيئي الذي أعقب النهضة الصناعية الضخمة في القرن الماضي. إضافة إلى الانفجار السكاني. قللت جدا من نصيب الفرد للحصول على المياه العذبة. وبطبيعة الحال المياه يقابلها مساوئ الصرف الصحي. وقد أبدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافا خاصا بأهمية المياه العذبة عندما استهلت في 22 مارس 2005 العقد الدولي للعمل (الماء من أجل الحياة) للفترة من 2005-2015.

 

ج. البحث العلمي في مجال الاستهلاك انتهاج أنماط من الاستهلاك والإنتاج أقدر على الاستدامة:

توفير المياه العذبة وكذلك توفير الطاقة النظيفة ليسا كفيلين بتحقيق التنمية المستدامة لوحدهما. أن تغيير الأنماط الاستهلاكية القائمة على التبديد والتبذير والصرف غير المرشد من شأنها أن تبدد الجهد المبذول في توفير الطاقة النظيفة والمياه العذبة. لذلك لابد من دور التوعية والإرشاد لتغيير النمط الاستهلاكي للبشر حتى يستفاد فيما تم توفيره من طاقة ومياه لتحقيق أكبر قدر ممكن من التنمية المستدامة والتمكن من تحقيق محاربة الفقر والمجاعات والعطش. دائما ما يلاحظ أن التجمعات السكانية الضخمة الفقيرة هي التي تستهلك المياه والطاقة بنسب أكبر. بسبب ضيق المكان والتعويض عن سوء التهوية في المساكن. بالاستخدام المفرط للمياه ، سوف احاول تناول بقية الموضوعات التي يجب أن تنصب جهود الجامعات لكي تتناولها من خلال البحث والتي تمثل التنمية المستدامة تباعا في فرص أخرى حتى يتم اكتمال المنظومة في إطار تحقيق مسؤوليتها المجتمعية …

البروفسيور: فكري كباشي الأمين العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!