مقالات الرأي
أخر الأخبار

انتهاء الحرب اللعينة وحتمية تطبيق التخطيط الاستراتيجي القومي الشامل بالسودان ✍️ البروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي

إن التخطيط عملية منهجية تهدف إلى محاولة تشكيل صورة المستقبل بقرارات تتخذ في ال أوحاضر، وتشمل معطيات أساسية لاتخاذ القرارات ، ومعاينة بدائل مختلفة، وإعداد خطط لوضع البدائل الأفضل موضع التنفيذ ، على أن تتصف تلك الخطط بالواقعية والمرونة , ويعتبر التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning طويل الأمد ويرتبط بالمستقبل ومن العناصر المهمة للتخطيط للأمن القومي خاصة في مواجهة الأزمات الطارئة التي تحدث ,‏ وتمثل الغاية القومية National Object الآمال والطموحات القومية للدولة، التي يهدف تخطيط الاستراتيجية القومية إلى تحقيقها، وبالتالي تنبثق منها الأهداف القومية كافة , وتعتبر المصلحة القومية للدولة أساساً مهم تبني عليه استراتيجيتها القومية وسياستها الخارجية والدفاعية وصولاً إلى تحقيق أهدافها وغاياتها القومية , وعلى ذلك فالسياسة Politic هي محصلة الحركة للعمل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي والمعنوي التي تتم في إطار الاستراتيجية القومية وصولاً إلى الهدف القومي، وهي مجال نشاط القيادة السياسية.‏

وصار التخطيط الاستراتيجي الشامل في عالم اليوم سمة من سمات العصر الحديث وعلي مستوي جميع القطاعات داخل الدولة، وأصبح لزامًا علي كل قطاع أن يحدد أهدافه طويلة الأجل وبرامجه القصيرة، وأن يضع الخطة المتكاملة التي يتم تنفيذها علي خطوات مدروسة لتحقيق هذه الأهداف، علي أن يتم متابعة تنفيذ الخطة دوريا للتمكن من حل مشكلات التنفيذ في المواقيت المناسبة , والتخطيط بذلك يعني التفكير والتدبير والتأمل العلمي في الأمور ثم التبصر قبل اتخاذ القرار، لذلك فإن توفر جهاز متفرغ لأعمال التخطيط يعتبر ضرورة تفرضها طبيعة العملية التخطيطية ذاتها. وتتنوع الدراسات الإستراتيجية سواء على مستوي القيادة السياسية وهو ما يعرف “بالتخطيط القومي” أو على مستوي القيادة السياسية العسكرية وهو ما يعرف “بالتخطيط السياسي العسكري”، أو على مستوي الوزارات المعنية وهو ما يعرف “بالتخطيط التخصصي”. فوزارة الدفاع مثلاً تقرر “التخطيط الإستراتيجي العسكري”، ووزارة الاقتصاد تقرر “التخطيط الإستراتيجي الاقتصادي، وهناك خطوط عامة للتخطيط الاستراتيجي، فالتخطيط من الوظائف الرئيسية للإدارة العليا في الدولة يرتبط أساسًا بالمستقبل؛ لذلك فإنه يحتاج إلي قدرات خاصة علي التوقع والتنبؤ واستخدام النظريات والأساليب الحديثة التي تساعد علي ذلك.

وهناك عدة مفاهيم للتخطيط الاستراتيجي لعل أهمها المفهوم الذي طرحه المفكر الأمريكي “توماس شيلينج” في كتابه “نظام التخطيط ووضع البرامج”، الصادر عام 1979؛ حيث قال: “إنه عملية تحديد الأهداف المنشودة وتحديد الطرق للوصول إلي هذه الأهداف، وتحديد المراحل لذلك ، والأساليب التي يجب أن تتبع لتحقيق هذه الأهداف , والتخطيط يتطلب تحليل نتائج ما سبق تنفيذه، واتخاذ القرار لما يجب تنفيذه في ضوء دراسة وتقدير المستقبل , وعلي ذلك يمكن أن نقول إنه: “دراسة متكاملة علمية ودقيقة لمشكلة ما؛ بغرض تحديد حدودها وأبعادها والبحث عن حلول لها، مع إعداد وتنفيذ مخطط مؤقت ومحدد ومتناسق لحلها ، يتضمن التنبؤ بالأهداف المرتقبة وتحقيق أفضل الحلول المناسبة لها”

كما ايضا يعتبر التخطيط وفق المنهج العلمي أحد السمات الرئيسية للعصر الحديث، وأساس أي عمل ناجح لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة، لذلك فإنه يتطلب قدرات خاصة على التوقع والتنبؤ فيما يتعلق بالمستقبل , والتخطيط العلمي بمفهومه الشامل هو عملية ذهنية تتطلب تفكيراً منطقياً عميقاً، ورؤية مستقبلية ثاقبة، وتحديداً دقيقاً للأهداف، ودراسة علمية متكاملة لتحديد البدائل وتقييمها، والتنبؤ بالنتائج المتوقعة واختيار أفضل البدائل لتحقيق الأهداف المنشودة في إطار الإمكانيات الحالية، والمنتظرة، من خلال برنامج محدد للمراحل والأساليب الواجب اتباعها لمواجهة الاحتمالات المنتظرة، بمعنى التفكير قبل الأداء، والأداء في ضوء الحقائق حيث يهتم التخطيط الاستراتيجي بالتغيرات بالبيئة الخارجية وما يترتب عليها من تغيرات واعتقد اننا في السودان احوج ما نكون لتطبيق مفهوم التخطيط الاستراتيجي القومي الشامل وفق المناهج العملية على يؤكل امره الى خبراء وطنين متخصصين اكفاء

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!