مقالات الرأي
أخر الأخبار

عام من التمرد والحرب، جيشنا جيش الهناء – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

تمرّ اليوم الذكرى الأولى لاندلاع الحرب و تمرد المليشيا الغشيمة في السودان، حربٌ عصفت بالبلاد وأودت بحياة الآلاف، وشردت الملايين، وألقت بثقلها على كاهل الشعب السوداني الصابر.

وفي نفس الوقت، يصادف هذا اليوم مرور 99 عامًا على ميلاد القوات المسلحة السودانية الشامخة بانتصاراتها وأدوارها المشرفة في كافة المناحي. لقد وقفت القوات المسلحة على مدار العقود الماضية صخرةً منيعةً أمام كل التحديات، حافظةً على وحدة الوطن وسيادته، ومُدافعةً عن ثرواته وكرامة شعبه.

إنّ السودان اليوم يقف على مفترق طرقٍ حاسمٍ. فإما أن نستسلم لليأس ونترك بلادنا تُمزق إربًا، أو أن ننهض ونوحد صفوفنا ونبني مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة.

إنّ الشعب السوداني شعبٌ عظيمٌ صبر على مرّ العصور، وتخطى العديد من التحديات. ونحن على ثقةٍ بأنّه قادرٌ على تجاوز هذه المحنة أيضًا، وبناء مستقبلٍ أفضل لبلاده.

إنّ مسؤولية إنقاذ السودان تقع على عاتق الجميع، من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني والشعب السوداني بأكمله. فلنعمل معًا من أجل غدٍ أفضل.

ولابد ان نحى كل شهدائها ودعواتنا للجرحى بعاجل الشفاء وفك الأسرى وعودة النازحين واللاجئين والمفقودين.

تحية خاصة لشهداء معركة الكرامة بدءا من الحرس الرئاسي الذين سطروا موقفا عدلوا به شكل المعركة وحتى اخر شهيد ولابد من الاشادة بصمود القوات داخل القيادة العامة التى صمدت وتصدت لموجات الخونة ونسوا دور الخبرة والإيمان بالقضية وأن الدفاع عن الأوطان واجب وشرف.

امتصت القيادة العسكرية الحكيمة الصدمة الأولى للتأكد بأن النصر ليس صدفة او ضربة حظ او قفزة فى ظلام

مرت مياه كثيرة تحت الطاولة ومواقف تستحق ان تؤرخ يصعب سردها وتقليب صفحاتها، وتبدل الموقف تماما من قوة خائنة ومليشيا متمردة قوامها( ١٠٠ ) الف مقاتل بالشدة الكاملة و(٢٠٠٠ ) عربة تاتشر بكامل الجاهزية و( ٨٠ ) مدرعة وناقلة جنود ومسيرات مختلفة، فشلوا فى تحقيق أول هدف وهو إغتيال القائد العام للقوات المسلحة ناسين بان السلاح وحده لا يقاتل و متناسين قدرة ولطف الله بالسودان وأهله.

التقييم العسكرى نجد ان المليشيا المتمردة فقدت الكثير من العناصر البشرىة والمعدات بجانب أهم مبدأ وهو فقد المواطن وثقته فيها، بينما كسبت القوات المسلحة التفاف الشعب حولها كأهم عنصر ومن ثم استكمال النقص فى العنصر البشرى بمشاركة كل القوات النظامية والمقاومة الشعبية و الكفاح المسلحة، واستكمال المنظومة بأسلحة حديثة ودعوات مؤمنة، رجح كفة تعادل القوى لصالحها ولصالح مواطن السودان.

نُحيي القوات المسلحة السودانية في عيدها التاسع والتسعين، ونُشيد بدورها البطولي في الدفاع عن الوطن. ونُؤكّد على أنّ السودان سينتصر في النهاية، وسوف تُشرق شمس الحرية والعدالة على جميع أبنائه.

وإنّ المطلوبات في هذه المرحلة القادمة من تاريخ السودان واضحة وهي مرحلة بناء السودان الحديث واعماره يتطلب سرعة إنهاء الحرب والتمرد، فيجب على طرف التمرد الخضوع للشرعية والقيادة والانصياع لصوت العقل والجلوس إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حلٍ سلميٍ يُنهي هذه المعاناة، مع رسم الخطط لإعادة إعمار البلاد، وتحتاج البلاد إلى جهودٍ ضخمةٍ لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتوفير الخدمات الأساسية للشعب، وإعادة بناء الاقتصاد.

ضرورة تحقيق العدالة، فيجب محاسبة كل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية، وتحقيق العدالة للضحايا، مع مكافحة الفساد، إنّ الفساد أحد أخطر الأمراض التي تُهدد السودان، ويجب العمل على محاربته بكل الوسائل، مع بناء دولة ديمقراطية، ويجب الانتقال إلى دولة ديمقراطية تُحترم فيها حقوق الإنسان، ويُشارك فيها جميع المواطنين.

واكرر بأن جيشنا في ساحات الوغى وجيشنا جيش جيش الهناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!