مقالات الرأي
أخر الأخبار

ألوو .. ألوو .. الوالي عابدين عوض الله باق في منصبه .. هل تسمعني ؟ – همس الحروف – ✍️ الباقر عبد القيوم علي

نريد أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء صناعة الحروب النفسية في الولاية الشمالية و خصوصاً في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا ، فالحرب النفسية عبر الدعاية المكذوبة و الإشاعات و الفبركة تعد حرباً لا تقل ضراوة و فتكاً عن تلك الحروب العسكرية ، التي تستخدم فيها الأسلحة النارية و الذخائر و المتفجرات ، فسلاح الكلمة أشد فتكاً منها و ذلك لأنها تؤثر تأثيراً مباشراً في القتل المعنوي ، و تهيج المشاعر ، و تغيير المواقف و صناعة البلبلة ، فهي بلا شك تعد من أخطر المهددات الأمنية التي تمس عصب الأمن القومي، و ليس بالضرورة أن يكون مصدرها جهات معادية كما هو الحال في مدينة دنقلا ، فأغرب شيء في هذه المدينة هو أن معظم مصادر الإشاعات هم الأصدقاء ، و هذا سلوك يتميز به إنسانها ، و الشيء المؤسف أن هذه الصناعة الفاسدة ليس لديها هدف واضح ، فهذه الظاهرة الخطيرة تحكمها الحالة المزاجية لسكان هذه المدينة ، و على الرغم من بساطة الفكرة إلا أنها تشكل أزمة خطيرة ، و حرباً نفسية مدمرة ، و لهذا يجب التعامل معها بقوة و حزم شديدين

 

تداولت الأسافير أخبار مركبة و مفبركة بصورة لا يتقبلها عقل عقب إقالة وزير الخارجية و واليي كسلا و القضارف ، و مفادها إقالة والي الولاية الشمالية الأستاذ عابدين عوض الله و تعيين اللواء أمن مبارك حسن خلفاً له ، إنتهى (نص الخبر) ، و تكرر هذا الخبر حتى بدأ للناس و كأنه أكثر صدقاً من شدة تأثير وهم الحقيقة ، و الذي تعمد مثير هذه الإشاعة إستخدام أدوات دعائية في المنصات ساعده في ذلك الذين قاموا بعمليتي النسخ و اللزق من أجل الترويج للإشاعة و الذي ساعد في إنتشار الإشاعة بعض من رجال الصف الأول و الثاني بالمدينة ، و ما هو معلوم بالضرورة أن الأستاذ عابدين ليس هو الوالي الأول لهذه الولاية و كما أنه لن يكون الأخير ، فقد سبقه الكثيرون و من المؤكد سيكون هنالك لاحقون ، فالجلوس في كرسي الحكم هو أمر رباني بحت ، يؤتيه الله لمن يشاء و ينزعه ممن يشاء ، فإمر التعيين و الإقاله في مثل هذه المناصب عبارة عن منح ربانية يقدرها الله بقدر ، فأتقوا الله فيما تكتبون و تنسخون و تلصقون .

 

فعوام الناس لا يهمهم من يكون الوالي ، بل يهمهم ماذا يقدم الوالي للولايه ، و هذا هو المطلوب ، و لكن الشيء الذي يقبض الصدر هو إنجرار العقلاء و النخب الذين يقع عليهم الرك و الإصلاح خلف تلك الإشاعات ، و هي من المؤكد أن مصدري هذه الأشاعة معلومون للجميع ، و التي في أغلب الأحيان مجهولة الهدف ، فتخيلوا معي بعدما ضجت الاسافير بعد فرقعة هذه الإشاعة و إنتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي ، فكانت ردود الافعال لنخب دنقلا بهكذا صورة ، فقالوا فيما قالوا أن تعين اللواء أمن مبارك حسن والياً للشماليه إختيار صادف اهله ، و مبروك للولاية الشماليه بهذا الرجل العظيم و المشهود له بالصرامه و الكفاءة و قوة الشخصيه و إتخاذ أصعب القرارات في أصعب الأوقات ، و كأنهم يجردون السيد الوالي من هذه الصفات ، عجباً لهؤلاء الذين يعتقدون أن القوة و الصرامة و الجرأة في اتخاذ القرارات هو أمر يتمتع به العسكريين فقط دون غيرهم ، فأغلبهم يعتقدون في حكم العسكر من باب عدم المعرفة و عدم الإلمام بشؤون الحياة و يثرون و يثرثرون في المجالس بأن تكون هنالك حكومة حرب يقودها ضباط الجيش ، فكأن أمر الحرب يقع على العسكريين فقط و المدنيون ضعفاء يقفون في موقف سلبي ، إلا أن النفرة الشعبية عكست خلاف هذا الإعتقاد الباطل و الذي لا تدعمه أي شواهد ، فعموماً أن السيد عابدين عوض الله يتمتع بأعلى من تلك الصفات التي ذكرت في حق الرجل ، و يجب أن يعلم الناس أن السادة الضباط الإداريين قد أثبتوا و ما زالوا يثبتون يوما بعد يوم بما لا يدعو مجالاً للشك أنهم هم الأفضل و الأجدر و الأقدر فى ادارة الشأن العام بما اكتسبوه من تجارب عامة وخبرات تراكمية في الإدارة إبتداءً من الوحدات الإدارية المصغرة ، و إنتهاءٍ بقيادة الولايات و تجربة السيد أحمد عثمان حمزة تقف شاهداً حياً على ذلك و ستكون مدرسة في علم الإدارة تتعلم منها الأجيال في المستقبل ، و غيرها الكثير من مثل هذه التجارب التي ستكون نواة لمدنية الدولة .

 

قبل فترة كافية نبهنا السيد البرهان بأن السيد على الصادق وزير الخارجية المكلف قد فشل فشلاً ذريعا في إدارة ملف وزارتة ، و وضع الدبلوماسية السودانية في مأزق عظيم و سمح لغير أصحاب الشأن بالتدخل في أمر الدبلوماسية ففعل الدخلاء فيها ما يفعله الثور الهائج في مخزن الخزف ، إلا أن سعادة البرهان لا يستجيب أبداً لأي نصح إلا بعد أن يفسد الأمر الذي كان النصح من أجله و لا يسعى ابداً في تلاقى الضرر قبل حدوثه حتى يضيع الجمل بما حمل ، فلماذا أتى هذا تغير وزير الخارجية متأخراً يا سعاد البرهان ؟؟؟ ، و الشيء الذي يعتبر أهم من ذلك لماذا كان تغيير واليي كسلا و القضارف في هذا الظرف الإستثنائي تحديداً ، هل يظن السيد البرهان أن تغيير السائق يمكن أن يصلح العطب الميكانيكي في السيارة ؟؟ و الله المستعان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى