تتخطى السياحة كونها مجرد زيارة لمكان جديد، بل أصبحت تجربة غنية ومتنوعة تلبي مختلف الاذواق والاهتمامات، ومن بين أهم أنواع السياحة الحديثة برزت “السياحة الرياضية” كقطاع واعد يجمع بين شغف الرياضة ومتعة الاكتشاف، فالسياحة الرياضية هي نوع من السياحة يعنى بالسفر من مكان إلى آخر لممارسة رياضة محددة أو لمشاهدة حدث رياضي، وتشمل أنشطة متنوعة مثل المشاركة في الفعاليات الرياضية كسباقات الماراثون، وبطولات كرة القدم، ودورة الألعاب الأولمبية، بجانب ممارسة الرياضة في بيئة مميزة مخصصة، مثل التزلج على الجليد في جبال الألب، أو الغوص في الشعاب المرجانية أو التزحلق على الرمال كما يحدث في بعض المناطق بالسعودية، بجانب مشاهدة الأحداث الرياضية مثل حضور مباريات كرة القدم أو سباقات السيارات المعروفة بالراليات.
تعتبر فوائد السياحة الرياضية في تعزيز الاقتصاد، حيث تساهم السياحة الرياضية في تنشيط الاقتصاد من خلال خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنفاق على السفر والخدمات السياحية، مع ترويج الوجهة، حيث تساعد السياحة الرياضية في الترويج للبلد على الصعيد الدولي وتعزيز صورته كوجهة سياحية مميزة، بجانب تنمية البنية التحتية، حيث تحفز السياحة الرياضية على تطوير البنية التحتية مثل الملاعب والفنادق والمرافق الرياضية، وتساهم السياحة الرياضية في تمويل الرياضة وتطويرها من خلال جذب الاستثمارات ورعاية الفرق الرياضية.
من التحديات التي تواجه السياحة الرياضية، ارتفاع تكلفة تنظيم الأحداث الرياضية، حيث تتطلب تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى ميزانيات ضخمة، مما قد يشكل عبئًا على الدول المستضيفة، بالإضافة إلى النقص في البنية التحتية، حيث تعاني بعض الدول من نقص في البنية التحتية اللازمة لاستيعاب أعداد كبيرة من السياح الرياضيين، وتتنافس العديد من الدول على جذب السياح الرياضيين، مما يتطلب جهودًا كبيرة للترويج للوجهة وتقديم خدمات مميزة، وتُسبب الأحداث الرياضية الكبرى بعض التأثيرات البيئية السلبية، مثل زيادة النفايات واستهلاك الطاقة.
ومن مقترحات حلول لهذه التحديات، التعاون بين القطاعين العام والخاص، فيمكن للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص توفير التمويل اللازم لتنظيم الأحداث الرياضية وتطوير البنية التحتية، ويمكن جذب الاستثمارات الأجنبية لتمويل مشاريع السياحة الرياضية من خلال تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات إدارية ووضع خطط استراتيجية شاملة لتطوير السياحة الرياضية على المدى الطويل، مع مراعاة العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مع استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة السياح الرياضيين، مثل توفير تطبيقات الهاتف المحمول لمعرفة المعلومات عن الأحداث الرياضية والمرافق السياحية.
من الدول التي نجحت في تطوير سياحتها الرياضية، إسبانيا التي تُعد من رواد السياحة الرياضية في العالم، حيث تُقام على أراضيها العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى مثل بطولات كرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية، وفرنسا التي تتمتع بقطاع سياحة رياضية متطور، حيث تُعرف ببطولاتها العالمية في رياضة التنس وسباق الدراجات، والمملكة المتحدة التي تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية للسياح، مثل رياضة الغولف وكرة القدم والرغبي، وأستراليا التي تعد وجهة مثالية لمحبي الرياضات المائية، مثل ركوب الأمواج والتجديف بالكاياك وكندا التي تُشتهر برياضات الشتاء، مثل التزلج على الجليد والتزلج على الجبال.
