مقالات الرأي
أخر الأخبار

عند المحن تظهر معادن الناس : ارض الطيبين هل اهتزّ عرشها ؟!! – فضفضة – ✍️ عبد السلام القراي 

بسبب الحرب اللعينة بدا النازحون من ولايتي الخرطوم والجزيرة بداوا يحسون بالإحباط والملل واليأس كيف لا ومعدلات معاناتهم ارتفعت بشكل فظيع مع دخول الحرب شهرها العاشر

وما زالت نهاية الحرب غير معروفة مع ان الجهات المختصة ( المؤسسة العسكرية) تعمل على تطمين المواطنين من خلال البشريات التي تؤكد قرب انتهاء قوات التمرد

الذي لا شك فيه ان الشعب السوداني يثق تماما في قواته المسلحة الباسلة لدحر التمرد والخونة كما يثق الشعب السوداني الممكون وصابر في قادة القوات المسلحة الذين يديرون معركة استرداد الكرامة بثبات وروح معنوية عالية وبخطط حربية قمة في الدقة والاتقان

ولاننا لا نفهم في الشؤون العسكرية لا داعي لاقحام انفسنا في مسالة التكتيك الحربي وتحركات الجيش فعلينا ان نقف بحانب قواتنا المسلحة وقفة قوية تساهم في القضاء على القوات المتمردة اعدائنا واعداء السودان الوطن الحبيب

رغم ان المعلومات التي تصل للمواطنين شحيحة فيما يتعلق بسير المعارك لكن ما يُطمئن ان القوات المسلحة تحارب وفق استراتيجية حربية تحقق أهدافها المرجوة في الوقت المناسب حسب التكتيك المناسب

عند المحن والشدائد تظهر معادن الناس ( رجالا ونساءً ) لا شك في ان اثار الحرب اللعينة مُدمرة وهذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها السودانيون لاصعب الامتحانات والابتلاءات وبعض الائمة يرى انها ( عقاب رباني) بما كسبت ايدي الناس في السودان

السؤال هل نجحنا في الامتحان اذا اعتبرناه كذلك؟ الاجابة ايضا مُختلف عليها حيث يُجمِع اهل الاختصاص اننا رسبنا رسوبا ( ضكرا ) اذا صحت هذه التسمية ٠٠٠٠للاسف تناقصت عندنا معدلات الطِيبة والصبر والسماحة والمروءة وفقدنا اعزّ الخصال الا وهي ( الكرم) نعم قد تكون بنسب متفاوتة لكننا فقدناه اي الكرم ٠٠٠٠٠٠! حيث بدات ترتفع معدلات ( البخل ) ٠٠٠٠٠!

اختصاصيو علم النفس والاجتماع يعتبرون ان ( اهتزاز عرش ) ارض الطيبين في السودان امر طبيعي لان الحرب اللعينة جلبت الكوارث وهي بكل تاكيد فوق طاقة البشر ومسالة احتمال أثارها المدمرة يصبح من الصعوبة بمكان لذا تناقص معدلات الخصال الحميدة والقيم الفاضلة التي يتميز بها السودانيون تناقصها امر طبيعي

ويُجمِع هؤلاء اذا لم يتم حسم الحرب اللعينة فالضرر سيكون اكبر وافظع خاصة في ظل عدم استعداد الحكومة الحالية للعمل على تقليل نسبة المخاطر وتحديدا اجتماعيا ونفسيا ٠٠٠٠٠

في هذا الصدد لا ينكر الا مكابر التاثير الواضح بسبب الحرب اللعينة على العلاقات الاسرية حتى بين افراد الاسرة الواحدة

للاسف من يصنعون الحروب لا يفرق معهم كثيرا ان يتعرّض المواطنون لهزات قوية تخصم من رصيدهم ( القِيمي ) اي بمعنى القيم الفاضلة التي تعتبر ( رأس مالنا ) كسودانيين

وتبقى معالجة هذه الهزات بعد انتهاء الحرب اللعينة قضية هامة يجب ان تُوليها الجهات الحكومية المختصة عظيم اهتمامها لكي يعود الانسان السوداني اكثر قوة ومنعة ليكون جاهزا لعملية البناء والتعمير والإصلاح

اللهم احفظ السودان من كل سوء وسخّر له البطانة الصالحة وابعد عنه الأشرار وتحديدا من منسوبي احزاب اليمين واليسار

و حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ولنا عودة باذن الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!