يحتفل العالم في 21 أبريل من كل عام باليوم العالمي للإبداع والابتكار، وذلك لتسليط الضوء على أهمية هذين المفهومين في دفع عجلة التقدم والتطور في مختلف المجالات، ويأتي هذا الاحتفال هذا العام في ظل ظروف استثنائية يمر بها السودان، مما يجعل الإبداع والابتكار أكثر أهمية من أي وقت مضى.
لقد عانى السودان من عقود من الصراعات والحروب، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتراجع الاقتصاد وتدهور مستوى المعيشة.
ولكن في الوقت نفسه، يزخر السودان بإمكانات هائلة قابلة للتطوير من خلال الإبداع والابتكار.
يلعب الإبداع والابتكار أدوار هامة في بعض المجالات الحاسمة في إعمار السودان، فيمكن استخدام تقنيات البناء الحديثة والمواد المبتكرة لإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة بطريقة أكثر كفاءة واستدامة، ويمكن تحفيز ريادة الأعمال والشركات الناشئة من خلال دعم الأفكار المبتكرة وتوفير فرص التمويل والتدريب، دعما للاقتصاد بجانب تعزيز اقتصاديات المعرفة، مع تحسين الخدمات العامة باستخدام التكنولوجيا الرقمية لتطوير التعليم والرعاية الصحية والنقل، مما يجعلها أكثر كفاءة ووصولاً للجميع، وتعزيز التنوع الثقافي، الذي يتمتع به السودان، فيمكن استثماره من خلال الإبداع والابتكار في مجالات الفنون والموسيقى والأدب.
الشباب السوداني اللاجئين في مصر والذين يمتلكون مهارات وقدرات إبداعية كبيرة، فيمكن لهذه الفئة الاستفادة من فرص الإبداع والابتكار من خلال المشاركة في البرامج والمبادرات التي تدعم الشباب اللاجئين في مجال الإبداع والابتكار، مثل برامج ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال، بجانب التواصل مع مجتمعات الابتكار في مصر من خلال حضور الفعاليات والمؤتمرات والندوات، وذلك بمساهمة الملحقية الثقافية في السفارة السودانية بالقاهرة وعلى رأسها الرجل الرائع دكتور مرتضى على عثمان، وذلك بفتح بيت السودان في القاهرة في تطوير وتدريب الشباب في مجالات الإبداع والابتكار بجانب استخدام التكنولوجيا لربط الشباب بشبكات عالمية من المبدعين والمبتكرين وبخاصة بتنشيط ثقافة الرحالة الرقميون Digital nomad
تلعب ريادة الأعمال والشركات الناشئة دورًا هامًا في دفع عجلة الإبداع والابتكار، ويمكن للشباب السوداني في السودان ومصر الاستفادة من فرص ريادة الأعمال من خلال تحويل أفكارهم الإبداعية إلى مشاريع تجارية ناجحة من خلال الاستفادة من برامج الدعم المتاحة، وبذل الجهد للحصول على التمويل، بابتكار والبحث عن مصادر تمويل، هناك العديد من الجهات التي تقدم تمويلًا للشركات الناشئة، مثل صناديق الاستثمار ورجال الأعمال بجانب اكتساب المهارات اللازمة لريادة الأعمال من خلال المشاركة في برامج التدريب والتطوير.
الإبداع والابتكار هما مفتاح إعمار السودان وتوفير فرص جديدة للشباب، من خلال الاستثمار في الإبداع والابتكار، ويمكن للسودان أن يتغلب على التحديات التي تواجهه ويصبح دولة مزدهرة ومستقرة، فسيلعب الشباب السوداني دورًا هامًا في هذا المسعى، من خلال مشاركتهم في مختلف المبادرات والبرامج التي تدعم الإبداع والابتكار.