يوم الإعلام العربي: فرصة للتأمل وبناء مستقبل أفضل – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
يطل علينا يوم الإعلام العربي حاملًا معه مناسبةً للتأمل في دور الإعلام ومسؤولياته الجسيمة في بناء مستقبل أفضل للعالم العربي.
فالإعلام، بوصفه أداة تواصليةً مؤثرة، يملك القدرة على تشكيل الرأي العام، ونشر الوعي، ودعم التنمية، وإحداث التغيير الإيجابي على مختلف الأصعدة،. ولكنّ ذلك يتطلب منّا، كعرب، تعزيز حرية التعبير، والالتزام بالممارسات المهنية، والارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي.
إنّ حرية التعبير هي الركيزة الأساسية لِإعلامٍ حرٍّ ونزيهٍ، يمكّن الأفراد من التعبير عن آرائهم وأفكارهم دون خوفٍ أو قيود، ولذلك، يجب علينا العمل على خلق بيئةٍ إعلاميةٍ آمنةٍ تُشجّع على التنوع الفكري والحوار البنّاء، بعيدًا عن الرقابة والتضييق.
يعد الالتزام بالممارسات المهنية أمرًا ضروريًا لضمان مصداقية الإعلام واحترامه من قبل الجمهور، ويشمل ذلك التحقق من صحة المعلومات، الالتزام بالموضوعية، والتنّوع في وجهات النظر، والابتعاد عن التحيز والخطابات المُضلّلة، ويجب أن نسعى جاهدين لِالارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي بحيث يُلبي احتياجات المجتمع العربي ويُساهم في تنميته وتقدمه، ويشمل ذلك دعم الإنتاج الإعلامي المُتميّز في مختلف المجالات، وتعزيز ثقافة القراءة والبحث، وإشراك الشباب في صناعة الإعلام.
يوم الإعلام العربي في 21 من شهر أبريل من كل عام، هو فرصةٌ ذهبيةٌ لِإعادة النظر في دور الإعلام ومسؤولياته في بناء مستقبلٍ أفضل للعالم العربي، فلنعمل جميعًا على تعزيز حرية التعبير، والالتزام بالممارسات المهنية، والارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي، ففي إعلامٍ حرٍّ ونزيهٍ ومُحتوى مُتميّزٍ، تكمن طريقنا لبناء مستقبلٍ مُشرقٍ للعالم العربي، معًا، نستطيع بناء إعلامٍ عربيٍّ يُساهم في تنمية مجتمعاتنا، وتحقيق طموحات شعوبنا، وإعلاء مكانة أمتنا العربية في العالم.
في ظلّ عصر التكنولوجيا الرقمية، بات من الضروريّ أكثر من أي وقت مضى، التركيز على التربية الإعلامية لتمكين الأفراد من اكتساب مهارات التفكير النقدي، والتحقق من صحة المعلومات، والتواصل الفعّال عبر مختلف المنصات الإعلامية، ولان العالم العربي يواجه العديد من الأزمات والكوارث الطبيعية، ما يضع الإعلام أمام مسؤولية جسيمة تتمثل في إيصال المعلومات الدقيقة والتحليلات الموضوعية للجمهور، وتعزيز الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع هذه الأزمات.
لا يزال الإعلام العربي يواجه العديد من التحديات، منها الرقابة الحكومية، وغياب الاستقلال المالي، ونقص التمويل، وضعف المهارات المهنية.
ولذلك، لا يمكن الجزم بأنّ الإعلام العربي قد أدى دوره وواجبه المهني كاملاً، ولكن، هناك خطوات إيجابية تُتخذ في سبيل تعزيز حرية التعبير، وتحسين الممارسات المهنية، ورفع جودة المحتوى الإعلامي.
إن يوم الإعلام العربي هو فرصةٌ للتأمل في دور الإعلام ومسؤولياته في بناء مستقبل أفضل للعالم العربي، فلنعمل جميعًا على تعزيز حرية التعبير، والممارسات المهنية، وجودة المحتوى الإعلامي، لكي يلعب الإعلام العربي دورًا رياديًا في التنمية والتغيير.