الفريق عدوي هل (يزاوج) بين لغتي (العسكرية) و(الدبلوماسية)؟ – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين
بتعيين السفير عماد عدوي سفيرا للسودان في جمهورية مصر العربية تكون الخرطوم قد دفعت بواحد من فلذات( اكباد) القوات المسلحة الى قاهرة المعز و(أم الدنيا) كما يحلو لقاطنيها من أهل مصر ان يسموها.
والفريق أول عماد عدوي هو أول دفعته وتولى هينة اركان القوات المسلحة وهو بالتالي شخص يتمتع بقدرات تؤهله ان يدير (ملف) العلاقات السودانية المصرية بنجاح،وهو في شخصه قد يكون إمتداد للعلاقات بين السودان ومصر نفسها.
ومصر الرسمية كانت تنظر دايما بعين الريبة والشك في التنامي السريع لقوات الدعم السريع على إمتداد حقبتين سياستين تقفان على طرفي نقيض. ومصر التي تفضل دايما عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة حتى لو كان السودان وهو جار لها ويرتبط أمنها القومي بالسودان ولكن ظلت ترقب تطور الاوضاع في السودان خاصة بعد (ذهاب) حكم البشير و(تنامى) نفوذ الدعم السريع(عسكريا( و(سياسيا)
.لكن يبدو ان مصر السياسية كانت تنظر الى دعم السريع كقوى عسكرية غير منظمة ولاتلتزم بالضوابط المعروفة التي تحكم الجيوش النظامية ذات الاخترافية والعقيدة العسكرية.
والرئيس المصري نفسه الفريق أول عبد الفتاح السيسي صرح في ذلك الوقت الذي عمت فيه السودان (فوضى) سياسية وامنية بسبب سياسات قوى الحرية والتغيير فإن الرئيس المصري السيسي قال في ذلك الوقت ان القوات المسلحة السودانية المتهمة بميولها الاسلامية هي أفضل الف مرة من قوات هي أقرب الى المليشيا وهي كذلك.
وظلت مصر في موقفها الداعم للقوات المسلحة حتى حين اخذت الحرب في السودان ابعادا إقليمية ودولية لم يغير ذلك من موقف مصر الداعم ،رغم ارتباط مصالحها مع قوى لها اشتراك ودعم مباشر وغير مباشر في تلك الحرب التي تدور في السودان.
ومصر الدبلوماسية حين تقبل بالفريق أول عماد عدوي سفيرا الخرطوم لها فان فهذا الأمر عدة دلالات ،ولعل أولى هذه الدلالات ان قبول مصر لعدوي سفيرا هذا يعني أعترافا بالسفير الذي يحمل رتبة عسكرية رفيعة وبالسودان الذي قدم هذا السفير ليكون أول سفير للسودان بعد إندلاع الحرب هو واحدا من أبناء القوات المسلحة التي تعترف بها مصر رسميا.
وقد يجعل وجود سفير بمواصفات الفريق أول عماد عدوي في القاهرة قد يزيد من التنسيق بين السودان ومصر خاصة في المجال الأمني،وهذا هو الملف الامني الذي ينتظره الطرفين لأعادة الاستقرار والأمن في البلدين.
والملف الأمني نفسه ظل يناقش في اللقاءت التي تجمع البلدين في وقت مضى بحذر شديد رغم المهددات التي تحيط بين البلدين
والفريق عماد عدوي الذي سيكون سفير السودان في الجامعة العربية فانه سيصعد بهذا الملف الى بعده الاقليمي والدولي قصةلان عدوي سيزاوج ما بين لغة (العسكرية) و(الدبلوماسية ) خاصة وإن المرحلة تتطلب جهد أكبر من السفير وزملائه في كشف جرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم ليصطحب هذا بحملة عسكرية تقضي على ما تبقى من جيوب هذا التمرد مصحوبا بذلك بحملة تفضح تلك القوات وما ارتكبها من فظائع في حق السودان وشعبه