مقالات الرأي
أخر الأخبار

إضاءات حول الإنتاج الزراعي والحيواني في السودان ✍️ دكتور عباس طه حمزة صبير

تحياتي لكم باشمهندس الضو… اشكرك على ارسالك لهذا المقال من طرف البروفيسورعبد الله محمد احمد لكن دعني اعقب علي مقاله الواضح الشارح لكثير من أزمات التفكير ومسببات التصحر الابداعى فى وأحد من أهم مجالات الإنتاج المفضى لنهضتنا الاقتصادية الا هو الإنتاج الزراعى والحيوانى وسوف اذكر بعض المعلومات المعضدة أو المكملة لما جاء فى هذا المقال الدسم….

اولا..المقال فيه ابداع تصورى للمشاكل ومقترحات حلها بأسلوب علمى…هذا الابداع هو مولود شرعى لحرية الكاتب وكما سبق أن ذكرت أنه وفى كل المجالات أن الحرية والإبداع توأمان سياميان يستعصى على ابرع الجراحين فصلهما… وباستصحاب هذه الجزئية إذا قرأ اي قارئ اي مقال فإنه وبحسب كمية الابداع فى ذلك المقال يستطيع القارئ الحصيف أن يتعرف على حقيقة ما إذا كان الكاتب كاتب حر أم أنه مستكتب… فالمستكتب تستشف بين سطور وكلمات مقاله صفرية الابداع واحيانا لي عنق الحقائق لكسب رضا من استكتبه….

ثانيا…. كثير من ما ورد فى المقال يكاد يتطابق مع ما ذكرته فى المقترحات التى تقدمت بها لوالى القضارف فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والسكن البستانى ودراسة جدوى لانتاج الالبان بالاضافة الى أهمية الارتقاء بدور الجامعات لتساهم فى النهوض بالبلاد اقتصاديا ومعرفيا وذلك عبر ما اسميته اخراج العلوم من العقول إلى الحقول وإقامة نمازج مبهرة ومقنعة فى كافة مجالات المعرفة بما فيها مجالات الإنتاج الزراعى والحيوانى والصناعى والهندسي والطبى والقانونى وذلك بهدف أن تكون تلك النماذج نواة لمشاريع تنموية عملاقة لا يتوقف دخلها عند تمزيق فاتورة الفصل الاول بالجامعات بل يتعداها لرفاهية الأساتذة والعاملين بالجامعات وأكثر من ذلك بأن تصبح الجامعات من أهم روافد خزينة الدولة بالعملات الصعبة بما يساهم فى التنمية المستدامة فى السودان عبر استغلال موارده الضخمة والمتنوعة وكذلك يكون ذلك عاملا مهما لعودة كل الكوادر المهنية المهاجرة إلى وطنها لتساهم فى نهضته ورفعته…

ثالثا… ما ذكره ب.عبد الله عن استخدام التقنيات المتخلفة بواسطة صغار المزارعين أنا اري ان اللوم بدرجة كبيرة يقع على الباحثين والمراكز البحثية بالجامعات والتى بإمكانها وبقليل من المال أن تقيم حقول تجريبيه توضيحيه وباستخدام تقنيات غير مكلفة وسهلة التشغيل ليتلقفها صغار المزارعين ويتم تطويرها تدريجيا لتلبى حاجة المزارع كلما توسع المزارع فى زيادة مساحته المزروعة…. من الدول المتقدمة جدا فى مجالات التقنيات الزراعية البسيطة هى دولة الهند … للاسف الشديد مثل هذه التقنيات وعلى قلة تكلفتها التى يمكن أن يتشاركها المزارعون المتجاورون لا تجد الاهتمام من الدولة والنظام المصرفى بسبب لوبيات كبار المنتجين على صناع القرار الذىن يستغلون صغار المزارعين عن طريق تقديم الخدمات الفلاحية لهم وباغلى الاسعار التى ترهقهم وتقلل من دخولهم وبالتالى عدم تمكنهم من الحصول على التقنيات البديلة والرخيصة… وسبب اخر لا يقل أهمية هو أن السودان من أكثر الدول صرفا على السياسة والسياسين الذين نالوا براءة فى التصحر الابداعى أكثر من الصرف على التنمية المستدامة….

رابعا…فيما يتعلق عن ضعف حماس الشباب فى مساعدة اهلهم فى الإنتاج الزراعى والحيوانى فاضيف لما ذكره البروف عدم. اهتمام الآباء والاسر بالتحفيز المالى للشباب بعد القيام بمجهودات كبيرة فى العمل الانتاجى وهذا يقتل فى الشباب الحماس ويقلل من اقدامهم ومبادرتهم كما أن التسلط الزائد من الآباء يقتل فى الشباب روح الابداع… كما أن آفة انتشار استخدام الشباب للهواتف الذكية وانشغالهم بها أصبح من أكبر معوقات مساهمة الشباب فى مساعدة الأسرة والمساهمة فى زيادة دخول الأسرة والمجتمع…وأكثر من ذلك أصبحت هذه الهواتف الذكية من أهم الأسباب فى ضعف التحصيل الأكاديمي والفشل الاكاديمى وفساد الشباب أخلاقيا واعتلال صحتهم بسبب حالات السهر والإدمان وصحبة السوء….

خامسا… فيما يتعلق بما ذكره البروف عن عزوف الشباب للالتحاق بكليات الزراعة والبيطرة اعتقد ان اللوم الأكبر يقع على السياسات الكلية التى تقزم من دور هذه الكليات التى يفترض أن تكون عملاقة بابحاثها ومشاريعها العملاقة وتتبنى هذه السياسات وضع الرويبضات التى تعانى من الابداع المعرفى والانتاجى على رأس إدارة هذه الكليات وذلك ضمن محاصسات سياسية أو حزبية لا يهمها تقدم البلاد وازدهارها عبر استغلال مواردها الضخمة والمتنوعة…. كما أن الأساتذة بهذه الكليات أصبحوا اكادمين غير ممارسين فقلت دخولهم واصبحوا شريحة فقراء يمدون قرعتهم مع العمال وصغار الموظفين نهاية كل شهر لاستلام مرتبات أصبحت مجهرية وأكلها غول التضخم وبؤس حالهم هذا نفر كثير من الشباب الالتحاق للدراسة بهذه الكليات التى فى كل بلدان العالم المتحضر يتم قبول فقط المتميزين اكاديميا لكليات البيطرة والزراعة…. هذا هو واقعنا الذى يجعل الحليم منا حيرانا….

سادسا… اتفق مع ما ذكره البروف فى ما يتعلق بدكتاتورية الأسر فى اجبار الأبناء والبنات على اختيار مسارات أكاديمية قد لا تكون من صميم رغباتهم ولا تتناسب وقدراتهم الذهنية والجسدية وكما ذكر أن أغلبية الأسر كل همها أن يدرس أبناؤها الطب أو الهندسة بغض النظر عن مدى ملاءمة هذه المسارات الأكاديمية لرغباتهم وقدراتهم العقلية والجسدية وهذا يعنى وبكل بساطة لمشروع فشل مهنى واكاديمى للطالب المجبر على هذا الفشل بسبب إرغام أسرته له بسبب جهل الأسرة وعدم وعيها بهكذا مخاطر… فمثلا الطالب الذى لا يتحمل رؤية الدماء ويصاب بالدوار بسبب ذلك هذا سوف يكون مشروع فشل بامتياز إذا اجبرته الأسرة ليدرس الجراحة….

وفى الختام اذكر خلاصة مهمة قالها الدكتور طارق السويدان فى تلخيصه لمطلوبات النجاح المهنى واختصرها فى كلمة… رفق .. وهى الرغبة… الفرص….والقدرة..

فكل من يريد النجاح فى أي مهنة عليه أن يتأكد أنه له رغبة فى تلك المهنة…وان تكون هناك فرص عمل تلبى طموحاته..وان تكون له القدرة العقلية والبدنية لممارسة مهنته التى اختارها….

اتمنى أن تكون هذه الأفكار وباستصحاب مقترحاتى لوالى القضارف ودراسة الجدوى والتى سبق أن ارسلتها لك اخى الضو…اتمنى أن تكون هذه الأفكار مكملة ومعضدة لأفكار البروف عبد الله محمد احمد…

مع تحياتى وشكرى…

د.عباس طه حمزة صبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!