مقالات الرأي
أخر الأخبار

منبر جدة بين سلمية الخيارات ومبررات اللجوء الي القوة ✍️ هبة بت عريض

الوساطة هي وسيلة لحل المنازعات، بمقتضاها يقوم شخص من الغير، (محايد )يسمي الوسيط بتسهيل وتنسيق المفاوضات التي يعقدها أطراف النزاع من أجل التوصل إلى اتفاق بينهم.

والوساطة عملية تطوعية بطبيعتها ولا يملك الوسيط سلطة اتخاذ قرار بات في جوهر النزاع، بل إن دورة ينحصر في تقريب وجهات نظر أطراف النزاع وحثهم على قبول اقتراحاته وتوصياته، والعمل على استخراج الحلول البديلة، وعرضها على أطراف النزاع وحثهم على قبول اقتراحاته وتوصياته، والعمل على استخراج الحلول البديلة وعرضها على أطراف النزاع دون فرضها عليهم، فدوره إذا يشبه المحلل النفسي الذي يشخص مكامن الخلل ليقوم بعد ذلك باقتراح الحلول المناسبة وذلك بتلخيصه وجهات النظر قصد تقريب الأطراف من الحل الذي يحظى بقبولهم.

ففي إطار الوساطة تجد أن أطراف النزاع هم الذين يتوصلون إلى التسوية، أي هم الذين يصنعون النتيجة، أما دور الوسيط فلا يتجاوز تيسير التواصل والتفاوض بين أطراف النزاع واستخدام مجموعة من المهارات التقنية والفنية التي تعزز قدرة الأطراف على التفاوض قصد الوصول إلى النتائج المرضية لجميع المتنازعين.

وعند بداية الحرب في السودان في منتصف ابريل من العام 2024 ،وإيماناً بدورها الراسخ في دعم السلام في السودان ،وحفاظاً علي أمنه وسلامه رحبت المملكة العربية السعودية بكافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حل الأزمة، وعزمت علي مواصلة الجهود لرعاية المباحثات من خلال (منبر جدة ) من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لوقف إطلاق النار، وعودة الحوار السياسي لتحقيق السلام والاستقرار في السودان من خلال الدعوة لحوار( سوداني ،سوداني).

بالمقابل أعتمد السودان (منبر جدة) المنصة الوحيدة للتفاوض مع قوات (الدعم السريع)، وأكد رفضه القاطع لأي تفاوض خارج جدة، معتبراً أي منبر آخر محاولة لتدويل الازمة، وسحب البساط من منبر جدة، وتملصاً من الالتزامات التي تم التوافق عليها، والدليل علي ذلك تجميد عضويته لدي الاتحاد الافريقي،ورفضه الجلوس في مبادرة دول الجوار التي حاولت حل الازمة ..

كما ان رئيس مجلس السيادة واعضائه ،لم يحدث أن اعترضوا على (منبر جدة) ، مثمنين جهود المملكة ودعمها غير المشروط للشعب السوداني ،لذا يُعّول عليه في ايجاد حل جذري ينهي الازمة ويحقق السلام للسودان، وذلك أنه المنبر الأكثر جدية في التعامل مع الشأن السوداني، فقد عقد ثلاث جولات منذ بدء الحرب وتوصل إلى ثلاث اتفاقيات كان يفترض تنفيذها، إلا أنها لم تنفذ، بسبب تعنت الدعم السريع وعدم خروجه من بيوت المواطنين والاعيان الحكومية،ما يعني أن منبر جدة فشل في آليات التنفيذ وليس في الوصول إلى اتفاقيات مُلزمة.

وبما انه لم يطرأ أي تغيير على موقف قيادة الجيش من التفاوض، يعلق السودانيون آمالا كبيرة على استئناف المفاوضات في ( منبر جدة) وانهاء الصراع ، لكن ينبغي علي الدول الراعية للحوار( الوسطاء) ان تملك رؤية واضحة بشأن سبل إنهاء الصراع الذي دخل عامه الثاني، وإن تنصب الجهود الإقليمية والدولية على ايجاد الحلول بوسائل أكثر فاعلية،لا كيفية دفع الجيش وقوات الدعم السريع للجلوس إلى طاولة واحدة، وهذا ما يجعل ( منبر جده) امام تحدي واضح في انهاء الصراع في السودان .

*فشكراً وامتناناً للمملكة العربية السعودية* *سعيها دبلوماسياً ومادياً من خلال ( مركز الملك سلمان)لحل الأزمة السودانيه*،

*الناسُ داءٌ، ودواءُ الناس *قُرْبُهم وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ*..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!